لا يعول كثيرون علي قمة الكوريتين المقررة, اليوم, في التقدم علي طريق نزع كوريا الشمالية سلاحها النووي, علي الرغم من الآمال العريضة المعقودة عليها في حل هذا الملف علي وجه التحديد. ورجح محللون في مركز آي أتش أس لتحليل المعلومات, أن تبقي الاختلافات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة بشأن نزع السلاح النووي كما هي عليه, مع الإبقاء علي الجهود الرامية للضغط علي بيونجيانج. ويؤكدون أن مجرد التصريحات في هذا الإطار لا تبدو مجدية مع كوريا الشمالية, وأن نزع أسلحتها النووية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إعلانها بشكل واضح عن تفكيك بنيته النووية والسماح بإجراء عمليات تفتيش. وعلي الرغم من إعلان كوريا الشمالية بشكل مفاجئ مؤخرا تخليها عن السلاح النووي, فإن المجتمع الدولي سيحتاج إلي آلية للتحقق من صحة هذا الإعلان وإثبات جدية خطوة بيونجيانج. ويخشي مراقبون من أن يكون إعلان كوريا الشمالية الأخيرة ذرا للرماد في العيون, وأن تكون بيونجيانج قد بنت منشآت لتطوير الأسلحة النووية في أماكن سرية. ويدور الحديث حاليا في بيونجيانج عن تقليل التصريحات الكورية الشمالية بشأن الاختبارات النووية والصاروخية, الأمر الذي يعتبره مراقبون دبلوماسية جديدة لتهدئة مخاوف الغرب بشأن نووي بيونج يانج. وتثبت القرارات, التي صدرت عقب خطاب زعيم كوريا الشمالية, كيم جونج أون, في لاجتماع الأخير للجنة المركزية لحزب العمال الحاكم, أن الأسلحة النووية لا تزال تلعب دورا محوريا في ضمان أمن البلاد. وسيكون من الصعب التخلص من القوي البشرية العاملة في برنامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية, والذين سيشكلون قنبلة موقوتة في وجه المجتمع الدولي, إن لم يكن في وجه النظام الحاكم في البلاد. وسبق أن أعلنت كوريا الشمالية عن تعليق برنامجها النووي عام2015 بالتزامن مع عرض عقد قمة مع كوريا الجنوبية التي رفضتها آنذاك, لكنها استأنفت التجارب الصاروخية بعد ذلك بأسابيع قليلة. ويعكس إعلان بيونجيانج الأخير تعليق البرنامج النووي, التقدم الكافي الذي أحرزته كوريا الشمالية في بناء قوتها الرادعة من الأسلحة النووية, وهذا ما صرح به الزعيم كيم في خطاب له مطلع العام الجاري. تحدثت وسائل إعلام في كوريا الجنوبية عن تحديد موعد المصافحة بين زعيم كوريا الشمالية, كيم جونج أون, ورئيس كوريا الجنوبية, مون جيه إن, خلال القمة التاريخية التي تعقد اليوم. ونقلت وكالة يونهاب للأنباء في كوريا الجنوبية أن المصافحة بين الرجلين ستكون في الخط الفاصل العسكري في قرية الهدنة الحدودية بانمونجوم. ومن المقرر أن يعبر الزعيم كيم الخط الفاصل العسكري في بانمونجوم اليوم, ويستقبله الرئيس مون في الخط الفاصل العسكري أمام غرفة الاجتماعات للجنة الهدنة العسكرية. وسينتقل الزعيم والرئيس سيرا علي الأقدام إلي ساحة بانمونجوم, التي ستعقد فيها مراسم الترحيب الرسمي, ويستعرضان حرس الشرف هناك. ومن ثم ينتقلان إلي بيت السلام, الذي تعقد فيه محادثات القمة, ويوقع الزعيم كيم علي دفتر الزوار, ويلتقط مع الرئيس مون صورة تذكارية. وستبدأ محادثات القمة.