فيما تعاني عشرات القري بمدينة بني سويف من نقص وندرة الأطباء والمستلزمات الطبية داخل الوحدات الصحية الأمر الذي جعل الباب مفتوحا أمام العيادات الخاصة للتلاعب بالمرضي خاصة ذوي الاحتياجات الملحة والمصابين جراء الحوادث وكذلك في ظل ازدحام المستشفيات المركزية ونقص الإمكانات بها. ويري عدد كبير من الأهالي أن الإشكالية الأكبر التي تعاني منها صحة بني سويف داخل كل مستشفياتها هي نقص التخصصات النوعية كأطباء العناية المركزة والمخ والأعصاب وجراحاتها. بينما أرجع المختصون هذا النقص إلي سوء توزيع الأطباء وتدخل الواسطة في توزيعهم.. وعدم التزام الأطباء بالتواجد في الوحدات المكلفين بها بجانب ضعف المقابل المادي الذي يحصل عليه الطبيب داخل تلك الوحدات المترامية الأطراف. ويقول وائل بيومي مزارع من مركز الفشن نعاني نقص الأطباء والمستلزمات الطبية داخل الوحدات الصحية ويتعرض العديد من المزارعين للوفاة خاصة الذين يلدغون من الأفاعي أثناء الزرع والحصاد.. وناشد بيومي المسئولين بضرورة تواجد طبيب مقيم في الوحدة24 ساعة لأنها بمثابة المستشفي الوحيد للقري خاصة البعيدة عن المراكز الأم ولا توجد بها مواصلات أو سيارة إسعاف. ويضيف ع ج إ طبيب بإحدي الوحدات الصحية بدنديل بأنه وزملائه يعانون أشد المعاناة كما يعاني المريض فالوصول للوحدات الصحية النائية يحتاج من الطبيب المكلف4 ساعات أحيانا ليصل إلي ضالته يتنقل خلالها عبر عشرات المواصلات ونتعرض للسرقة والإهانة ولا توجد أي حراسة علي تلك الوحدات بجانب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وعدم وجود الأجهزة الطبية الكافية للتعامل وإنقاذ المريض. من جانبه أكد المهندس شريف حبيب محافظ بني سويف بأنه قرر إعادة تشكيل مجلس الصحة الإقليمي بالمحافظة بقرار541 لسنة2018, حيث تمت مناقشة عدد من الملفات المهمة المتعلقة بالقطاع والمنظومة الصحية, ويتكون المجلس من المستوي الأول لقيادات قطاع الصحة بالمحافظة, مشيرا إلي أن أهم محاور العمل المستهدفة في أجندة المجلس هو تحقيق تحسن ملموس في مستوي الخدمة الصحية, والتعاون والشراكة الفاعلة والعمل من خلال روح الفريق الواحد للدفع بالقطاع بكل مكوناته. وأشار المحافظ إلي وضع خطة وأجندة عمل داخل هذا المجلس وفق رؤية محددة تتضمن تحديدا دقيقا للواقع الصحي الحالي, مع تحديد للمستهدف من مشروعات وإجراءات تدفع للأمام بمجال تحسين الخدمة الطبية والعلاجية, مع توفير معايير دقيقة لقياس الأداء وتقييم المنظومة بعد النجاح في تنفيذ هذه الأنشطة والإجراءات. كما ناقش المجلس عددا من التحديات التي تواجه القطاع, وآلية التعامل معها, وتوفير البدائل والحلول لها; حيث تم تبادل الاقتراحات والرؤي حول مشكلة النقص في الأطباء بالوحدات الصحية في القري, بالإضافة إلي النقص الكبير في بعض التخصصات النوعية والنادرة مثل أطباء العناية المركزة والمخ والأعصاب وغيرها. وقال حبيب إنه تم الاتفاق علي دراسة بعض التوصيات منها تنفيذ بعض الإجراءات التحفيزية خاصة من الناحية المادية للأطباء بوحدات صحة القري, مع بحث الإجراءات والاعتمادات اللازمة لإجراء تعاقدات جديدة لسد العجز والنقص. وطالب المحافظ بإعداد حصر دقيق لكل احتياجات المستشفيات المركزية, خاصة في مجال التخصصات الطبية النوعية للعمل علي توفير التمويل اللازم للتحفيز المادي للأطباء المقيمين, والتجهيزات المطلوبة لتقديم خدمة متميزة في تخصصات مثل العناية المركزة بمختلف أنواعها وبعض التخصصات الأخري خاصة في مستشفيات: إهناسيا, الفشن, سمسطا, وببا. وأضاف أن المجلس الطبي يختص بدراسة مشكلات الخدمات الصحية بالمحافظة من خلال جميع المؤسسات الطبية بالمحافظة, من مستشفيات حكومية ومستشفي التأمين الصحي, والمستشفي الجامعي, والمستشفيات الخاصة, ووضع اقتراحات للحلول ومتابعة تنفيذها, بجانب اقتراح السياسة الملائمة لتنمية الرعاية الصحية وخدماتها في حدود الموارد المتاحة, ووضع إستراتيجية تنفيذية للقطاع الصحي, ودراسة تحديد أولويات تنفيذ الإستراتيجية في موازنة الصحة ووضع أسس إسهام التعاونيات الأهلية غير الحكومية.