بعثة مؤسسة الأهرام: عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين, رئيس مجلس إدارة الأهرام علاء ثابت رئيس تحرير الأهرام ماجد منير رئيس تحرير الأهرام المسائي جمال الكشكي رئيس تحرير الأهرام العربي محمد إبراهيم الدسوقي رئيس تحرير بوابة الأهرام أحمد إبراهيم عامر رئيس مهرجان الأهرام الثقافي هاني فاروق المنسق العام للمهرجان أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء مملكة البحرين أن قوة مصر واستقرارها يمثل قوة واستقرارا للعرب جميعا, وأن لمصر حضورها الثابت في الوجدان العربي وتاريخ الأمة وشخصيتها. ودعا سموه إلي تعزيز التكاتف والتعاون العربي لمواجهة مجمل التحديات التي تمر بها المنطقة, وقال سموه: إنه لم يعد مقبولا التحرك بشكل منفرد, في زمن يشهد كيانات سياسية واقتصادية عملاقة. وأكد سموه إننا في وقت أحوج ما نكون إلي إدراك حجم التحديات, والعمل بقوة من أجل ضمان حاضر ومستقبل أجيالنا القادمة, وأن نرسي الأمن والاستقرار الذي هو عماد كل تنمية. جاء ذلك خلال استقبال صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء مملكة البحرين, وفد مؤسسة الأهرام برئاسة عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين, رئيس مجلس إدارة الأهرام, بمقر رئاسة الوزراء في قصر القضيبية بالمنامة, بحضور علاء ثابت, رئيس تحرير الأهرام, وماجد منير, رئيس تحرير الأهرام المسائي وجمال الكشكي, رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي, ومحمد إبراهيم الدسوقي رئيس تحرير بوابة الأهرام, وأحمد إبراهيم عامر رئيس مهرجان الأهرام الثقافي, وهاني فاروق المنسق العام لمهرجان الأهرام الثقافي. وخلال اللقاء, أشاد سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة, بالعلاقات المتميزة والوثيقة بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية وبالدور الذي لعبته مصر في المنطقة العربية, موضحا أن لمصر مكانتها الكبري في قلوب العرب, ودورها التاريخي المؤثر في صياغة حاضر ومستقبل الأمة العربية. وأكد سموه أن العلاقات البحرينية المصرية لها سيرة خاصة تظللها روح المحبة والتفاهم التي تجمع بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين. وقال سموه: إن مملكة البحرين, تعتز بإسهامات مصر التي شكلت عنوانا في نهضتها وتقدمها, من خلال مساهمة الخبرات المصرية من مختلف التخصصات في مسيرة النهضة والتنمية. وأضاف سموه أن الإسهام المصري كان واضحا عندما شاركت بسخاء في مد البحرين بالخبراء والمستشارين والأساتذة والقضاة, الذين ساهموا مع إخوانهم البحرينيين في وضع أسس النهضة والبناء التنموي الذي تنعم به البحرين. وقال سموه: إننا تعلمنا في مصر واستفدنا من خبراتها في مجالات التعليم والقضاء والصحة والصحافة وغيرها من المجالات, وأشار سموه في هذا الإطار إلي أن مملكة البحرين سوف تحتفل العام المقبل بمرور مائة عام علي التعليم في المملكة, وأن الرواد الأوائل من المدرسين والخبرات المصرية في شتي المجالات, أسهموا في النهضة التي تشهدها مملكة البحرين اليوم. وأكد سمو رئيس الوزراء, الدور المحوري الذي لعبه الرئيس عبد الفتاح السيسي ومازال منذ توليه السلطة في مصر في قيادة عملية التنمية وتعزيز مكانة مصر ودورها الريادي, مجددا سموه تأكيد مملكة البحرين, دعمها وتأييدها لمصر في حربها ضد الإرهاب, مؤكدا أنه لن يكتب النجاح لأي محاولات للنيل من مصر, وستبقي دائما العون والسند لأمتها العربية. وأعرب سموه عن تطلعه إلي أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدا من التنسيق العربي المشترك الذي يسهم في تحقيق تطلعات الشعوب العربية في حاضر مزدهر ومستقبل أكثر إشراقا. وأكد سموه ضرورة أن تتوجه جميع طاقات الدول العربية إلي كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار, والمضي في جهود التنمية وتحقيق الرفاه والرخاء. وتحدث سموه عن الأوضاع في مملكة البحرين وما تشهده من نهضة في كل المجالات, مؤكدا أن المملكة تنعم, في ظل رعاية واهتمام جلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة ملك مملكة البحرين, بأفق متسع من الانفتاح, الذي تعمل علي تطويعه ليكون دائما محركا للحفاظ علي ريادة وتنافسية المملكة, كموطن للاستثمار واجتذاب رءوس الأموال في ظل بيئة استثمارية تحرص المملكة علي تطوير جاذبيتها بشكل مستمر. وأكد سموه أن شعب البحرين يتميز بالتنوع الديني والثقافي, ويتسم بالتحضر والانفتاح علي جميع الحضارات, وأن البحرين استطاعت أن تقدم عبر تنوعها نموذجا للتعايش بين جميع مكوناتها بأمن وسلام. وشدد سموه علي أن المجتمع البحريني نبذ كل الأصوات التي حاولت زرع الفتنة, وكانت وحدته الوطنية علي الدوام باعثا لتقوية نسيجه المجتمعي, ودافعا لمواصلة مسيرة الإنجاز الوطني. وحول ما تتعرض له البحرين من تحديات أمنية ترتبط بما تواجهه من تهديدات إرهابية وتدخلات في شئونها الداخلية, أكد الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة, أن البحرين تقف بحزم أمام كل من يريد استهداف أمنها واستقرارها, واستطاعت أن تفشل كل المحاولات التي أرادت تعطيل مسارها التنموي. وقال سموه: إننا نتعامل بحزم وصرامة وفقا للقانون, لحماية أمن بلدنا وشعبنا, ولن نسمح لأي كان أن يشغلنا عن مواصلة جهود التنمية لخير مواطنينا. كما تطرق سموه خلال اللقاء, إلي الحديث عما تتعرض له المنطقة العربية من أخطار وتحديات تتطلب تحقيق التكاتف العربي من أجل التصدي لها وحفظ أمن واستقرار الدول العربية. وقال سموه نحن في عالم سريع التغير وعلينا أن نستجيب لمتطلبات كل مرحلة ونواكبها, فالمسئوليات تتعاظم ولكن ما يهمنا في المقام الأول هو إرساء الأمن والاستقرار. وأكد سموه أن التحديات المتزايدة التي يشهدها العالم تهدد أمنه واستقراره, وأن هناك حاجة إلي رؤية جديدة ترسخ من قيم السلام والتنمية, ويحفظ مبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول. وقال سموه: إن عالم اليوم يعيش تغيرات غير مسبوقة طالت كل المجالات, الأمر الذي يدعونا لقيام تعاون قائم علي الثقة والانفتاح وفق رؤية مستقبلية لتحقيق مصالح بلداننا وشعوبنا, مضيفا سموه: إن هناك أزمات عاتية تجتاح العالم, وهو ما يستدعي أن نوسع من نظرتنا وآليات تحركنا, إذ لم يعد العالم مغلقا في ظل الأجواء المفتوحة وتطور وسائل الاتصال التي اختزلت الزمان والمكان. واعتبر سموه أن التقارب المصري السعودي يعد من أهم الخطوات المبشرة التي تشير إلي أهمية وحدة الموقف العربي وأثره في تعزيز قوة الأمة العربية, وأكد سموه أنه تابع باهتمام الزيارة الناجحة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد السعودي إلي مصر وما قوبل به من ترحيب, معتبرا أنها زيارة تاريخية ذات أبعاد إستراتيجية تؤسس لتعزيز الركائز الأساسية من التفاهم والتنسيق بين الدول العربية لمواجهة التحديات في المنطقة. وأشار رئيس الوزراء البحريني إلي أن جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية يشكلان عماد القوة العربية في مواجهة ما يحاك ضد المنطقة من مخططات تستهدف تقويض الأمن العربي وتفتيت دوله. وأكد سموه, أهمية التضامن العربي في هذه المرحلة التي تشهد تحولات خطيرة ومحاولات لتفرقة الشعوب العربية, بل والسعي إلي تحقيق الانقسام بين أبناء الشعب الواحد, وقال سموه: إن ترابطنا هو الوسيلة لدفع ما لحق ببعض دولنا العربية من أذي ولا وزن لأي هدف عربي ما لم يقترن بوحدة الموقف. وطالب سموه, القادة العرب بالتكاتف محذرا من خطورة التهاون في صد ما تتعرض له الدول العربية من محاولات التخريب وإشغالها عن دورها الأساسي في تنمية شعوبها. وتحدث سمو رئيس الوزراء عن ذكرياته في مصر وتوقف طويلا عن علاقة الرئيس أنور السادات بمملكة البحرين, مؤكدا أهمية التشاور, وروي أنه ذات مرة التقي السادات في البحرين عام1972 م في المطار ليتشاور معه في الأمور المهمة والإستراتيجية, ولاسيما أن مصر كانت مقبلة علي حرب1973 م, وذلك في إشارة من سموه إلي التنسيق البحريني المصري حول كل القضايا. وقال سموه: إن هذا التشاور ما زال مستمرا وهو موضع اعتزاز وتقدير من قبل مملكة البحرين وشعبها, وما زلنا نتعاون ونتشاور مع مصر ونقف معها في كل الظروف. وأضاف سموه: عندما أقول إننا تعلمنا من مصر فهذه ليست مسألة مدح إنما هي الحقيقة, فقد جاء خبراء من مصر في كل المجالات وكانت لهم بصمة كبيرة في تطوير بلادنا العربية وليس البحرين فقط, فمصر هي عمود الخيمة العربية. ونوه سموه إلي زيارة الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب ووفد البرلمان المصري مؤخرا لمملكة البحرين, مشيرا إلي أنها كانت زيارة في توقيت بالغ الأهمية, وأسهمت في دفع علاقات البلدين إلي فضاء أوسع. وأبدي سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة سعادته, باختيار مؤسسة الأهرام للعاصمة البحرينية لإطلاق الدورة الثقافية لمهرجان الأهرام الثقافي الذي يقام تحت شعار معا ننتصر علي الإرهاب برعاية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة ملك مملكة البحرين, ووجه سموه, وزير الإعلام علي بن محمد الرميحي للعمل بكل جهد في الترتيب المشترك لإقامة فعاليات المهرجان باعتباره نواة مهمة للعمل الثقافي المشترك في مواجهة انتشار الأفكار المتطرفة. وطالب سموه وفد الأهرام بتبني أفكار التعاون العربي المشترك, التي تسهم في مواجهة القضايا المعروضة علي الساحة, مؤكدا أن الخبرات المصرية كانت دائما ومازالت العون, فعلي سبيل المثال هناك كثير من القضاة والقانونيين تعاونوا معنا وأتذكر أنني عندما ذهبت في عام1972 إلي القاهرة للاستفادة من الخبرات في القضاء المصري وتم الاتفاق مع مستشارين أبرزهم محمد صدقي البشبيشي, رحمه الله, وآخرون, وقد جاءوا إلي البحرين وعاشوا معنا أخوة وأشقاء. وأشار سموه إلي أن علاقته الشخصية بمصر تعود إلي العام1950, عندما زار القاهرة للمرة الأولي. وقال إن البحرين وقفت مع مصر ودعمتها في حرب أكتوبر المجيدة عام1973, والتي أكد أنها كانت انتصارا مجيدا, ليس لمصر فقط, بل للأمة العربية كلها, وأعرب سموه عن تقديره للصحافة المصرية, والتي أسهمت علي مدي سنوات طويلة في تنوير الرأي العام ونشر الوعي والثقافة والمعرفة في ربوع الوطن العربي.