ما بين إعلان تأجيل القمة ثم التراجع عن القرار مرة أخري, كان الارتباك هو لسان حال المعسكر الأهلاوي خلال الساعات الأخيرة التي سبقت المباراة مباشرة. وكان قرار خوض مباراة القمة بعد التراجع عن تأجيلها قرارا اتخذه حسن حمدي رئيس النادي فور تلقيه اتصالا هاتفيا من جهات سيادية أكدت له إقامة المباراة في موعدها, وضرورة الالتزام بالروح الرياضية واستغلال القمة في تقديم صورة حضارية لجماهير الناديين. ولم يرفض حسن حمدي قرار التراجع عن تأجيل المباراة, ورحب سريعا بلم شتات الفريق بعد فض المعسكر, وأجري اتصالات هاتفية بسيد عبدالحفيظ مدير الكرة طالبه بتجميع اللاعبين سريعا من أجل أداء اللقاء ودعوتهم لاجتماع معه. وسيطر الارتباك داخل معسكر الأهلي بعد وصول قرار تأجيل القمة أمنيا إلي أجل غير مسمي والحصول علي تأكيدات من جانب سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة بعدم إقامتها في موعدها, وهو ما دفع مانويل جوزيه لفض المعسكر والسماح للاعبين المختارين ضمن قائمة ال18 بترك الفندق, والمثير أن الجهاز الفني واللاعبين استقلوا الأتوبيس من الفندق إلي مقر النادي ظهر أمس, تمهيدا لرحيل كل لاعب فيما بعد عبر سيارته الخاصة إلي منزله. وبالفعل وصل الفريق إلي مقر النادي, وقبل أن يعلم سيد عبدالحفيظ مدير الكرة بقرار حسن حمدي أداء اللقاء, كان محمد بركات لاعب الوسط المهاجم وأحمد عادل عبدالمنعم حارس المرمي قد اتجها إلي منزليهما بعد استقلالها لسيارتها, ويجري عبدالحفيظ اتصالات هاتفية باللاعبين, سواء الموجودون في النادي, أو ببركات وأحمد عادل عبدالمنعم من أجل دعوتهم للعودة مرة أخري إلي مقر النادي. ولم يكن مانويل جوزيه قد عقد مع لاعبيه المحاضرة الفنية الخاصة بالمباراة ولم يعلن التشكيل الأساسي بسبب قرار فض المعسكر ظهر أمس وقبل اللقاء بست ساعات. وقبل أن يبدأ مانويل جوزيه اجتماعه الفني مع اللاعبين عقد حسن حمدي رئيس النادي جلسة مطولة مع اللاعبين تحدث فيها عن تداعيات القرار, وبدأ حمدي كلامه بأن إقامة المباراة في موعدها كان لابد من الموافقة عليها من جانب إدارة النادي لأنها تمس مصلحة مصر التي تري ضرورة إقامة اللقاء في موعده لتأكيد هدوء البلاد والسيطرة الأمنية بها, وأن مصلحة مصر فرضت موافقة مجلسه علي قرار إلغاء التأجيل الذي أبلغوا به ظهر أمس. وطالب رئيس النادي لاعبيه بألا ينظروا إلي تلك الأحداث من تأجيل ثم عودة إلي المعسكر بل والتفكير فقط فيما تدربوا عليه طوال الفترة الماضية, والتركيز في كيفية إسعاد الجماهير من خلال تقديم مباراة قوية. وشدد حسن حمدي في اجتماعه مع اللاعبين علي ضرورة التحلي بالروح الرياضية التي اعتادوا عليها في مبارياتهم وعدم الاعتراض علي قرارات طاقم التحكيم والتركيز فقط في كيفية تقديم مباراة طيبة والعمل علي التواصل بصورة جيدة مع الجماهير قبل بداية اللقاء ودفعها إلي المساندة الجميلة دون الخروج عن النص. وبعد أن انتهي حسن حمدي من جلسته قام مانويل جوزيه بعقد محاضرة مغلقة مع اللاعبين شرح فيها الواجبات المطلوبة من كل لاعب, في المباراة, ولم تدم المحاضرة أكثر من15 دقيقة, بسبب حلول موعد غداء اللاعبين الذي أشرف عليه مانويل جوزيه بنفسه, بجانب الطاقم الطبي للفريق, وشهد تنوع أصناف الطعام ما بين اللحوم المشوية والنشويات المختلفة, وحرص بعض اللاعبين علي تناول العصائر بعد الغداء. وبعد الغداء الذي انتهي في الرابعة والنصف تحرك اللاعبون والجهاز الفني صوب ستاد القاهرة لأداء اللقاء, وخلال استقلال الأوتوبيس كان سيد عبدالحفيظ وبيدرو المدرب العام كثيرا التحدث مع اللاعبين علي ضرورة استعادة كل منهم وتركيزه في المباراة, وعدم النظر إلي الارتباك الذي عرفه موعد القمة.