ساعات قليلة فصلت خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أكد فيه أن بلاده ستواصل عدوانها علي مدينة عفرين السورية مقررا فرض حصار عليها, حتي دخلت قافلات تضم المئات من القوات الشعبية السورية إلي المدينة لدعم الأكراد في مواجهة العدوان التركي الذي بدأ منذ شهور تحت مسمي غصن الزيتون. وفور دخول القوات السورية منطقة عفرين, كثفت المقاتلات التركية قصفها الطريق الذي تسلكه القوات الموالية للنظام السوري نحو داخل عفرين, واستعانت تركيا بمجموعة من الوحدات الخاصة من ولاية إزمير غرب البلاد, الأمر الذي أجبر وسائل الإعلام والصحفيين علي الفرار خوفا من القصف الغاشم. يأتي ذلك بعد تعهد أردوغان أمس إن الجيش التركي سينتقل في الأيام المقبلة إلي فرض حصار علي عفرين, مضيفا في كلمة أمام البرلمان التركي, أن ذلك سيمنع وصول إمدادات الأسلحة للوحدات الكردية من خارج المنطقة وسيحرمها من فرصة مواصلة المفاوضات مع أي طرف. في الوقت نفسه, أكد المحللون أن تركيا تتلقي خسائر فادحة في سوريا وباعتراف الرئيس التركي أمس. فقد سقط العشرات من جنوده فضلا عن المئات من القوات الموالية له من ميليشيات الجيش السوري الحر, في الوقت الذي أكد فيه المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية, أن473 عنصرا من الجيش التركي وحلفائه لقوا مصرعهم خلال العملية العسكرية في عفرين. وتحت عنوان تركيا تغرق في عفرين, وغصن الزيتون تطول, والخسائر تزيد, نشرت مجلة أوراسيا ديلي مونيتور تقريرا أشارت فيه إلي أن الوضع يسوء في عفرين بعد4 أسابيع من بدء العملية التركية هناك. وأكدت انه علي الرغم من مرور شهر كامل علي بدء العدوان التركي بمشاركة قوات قوامها يفوق25 ألف جندي, سواء كانوا جنودا أتراك أو مرتزقة من الجيش السوري الحر, وبدعم جوي وقصف مدفعي واسع وغارات من القوات الخاصة التركية, إلا أن تركيا فشلت بشكل كبير في عفرين. وأشارت المجلة إلي أن الحملة العسكرية التركية ضد من تسميهم أنقرة بالإرهابيين الأكراد تأخذ طابعا مديدا, علي الرغم من أن القيادة العسكرية والسياسية التركية تحدثت في البداية عن خطط لهجوم عابر علي مدينة عفرين. وأكدت المجلة أن خسارة الأتراك في غصن الزيتون, خلال أقل من شهر من القتال, تقترب من نصف الخسائر التي تكبدوها في حملتهم السابقة التي استمرت5 إلي6 أشهر من المعارك مع تنظيم داعش الإرهابي, لذا طالبت المجلة القيادات التركية بسرعة الانسحاب من عفرين وإنهاء العمليات هناك. ويري المحللون انه مع دخول القوات الموالية للنظام السوري فإن حدة القتال ستشتد في الأيام المقبلة. وان تركيا مهددة بالغرق في معارك موضعية مع الأكراد, فضلا عن استمرار الضغوط الخارجية الرافضة لعمليتها في عفرين السورية.