يعاني الآلاف من أهالي قرية البستان التابعة لمركز الدلنجات بمحافظة البحيرة من مشكلات صحية جسيمة تؤرق حياتهم بسبب وجود مكامير الفحم غير الآمنة, والتي تتصاعد منها الأدخنة الكثيفة, مسببة الأمراض الصدرية والربو والاختناق للأطفال والكبار, بل وتصيب المحاصيل الزراعية بالهلاك, ورغم الوعود الحكومية بتخصيص أرض بديلة للمكامير.. بعيدا عن السكان, إلا ان الوضع لم يتغير, فيما ينخرط المزارعون في تأجير أراضيهم لإقامة مكامير جديدة عليها, لتحقيق دخل أكبر من الزراعة, حتي لو كان السبيل هو إنفاق مبالغ كبيرة علي العلاج من مضاعفات التعرض لانبعاثات وغازات المكامير. 25 الف معرضون للتلوث يقول خالد محمد أحد أبناء القرية, إن عدد سكان القرية نحو25 ألف نسمة, يحيط بهم أكثر من70 مكمورة فحم, منها20 مكمورة تقع ببحري القرية, وبسبب اتجاه الرياح تغمر الأدخنة المساكن كافة, كما أن الناحية الشرقية والقبلية تضم باقي المكامير بالحيز العمراني للقرية.. مضيفا أن المشكلة الرئيسية من تصاعد الأدخنة هي طريقة الحرق التي تكون في الساعات الأولي من صباح كل يوم بعد أن يتم حرق الفحم نصف تسوية وتستغرق سبعة أيام بدلا من15 يوما, وهي المدة الزمنية اللازمة للحرق الكامل.. ولكن بسبب الجشع وجني المال يتعجلون حيث يتم تحصيل من4 إلي5 آلاف جنيه في الحرق الواحد, مضيفا أن هذا يجعل تكاثر الدخان الحامل بثاني أكسيد الكربون يحيط بهم في كل وقت مؤثرا علي صحة الاهالي ناهيك علي تأثيرة علي المحاصيل الزرع حيث أصبح حصاد اي محصول هزيلا, مشيرا إلي قيام بعض أصحاب المكامير باستئجار بلطجية للاعتداء عليهم عندما يبدون الاعتراض علي وجودهم في القرية وما يسببونه للأهالي من أمراض ضارة. انتشارالأمراض الصدرية وتضيف الحاجة حبيبة الشرقاوي من اهالي القرية انها مصابة بمرض الربو الصدري نتيجة استنشاقها الادخنة المتصاعدة من المكامير التي تتزايد اعدادها يوما بعد يوما مضيفة إلي انها كثيرة التردد علي مستشفي الدلنجات العام ويتم وضعها علي جهاز التنفس الصناعي بسبب حالات الاختناق التي اصابتها نتيجة تصاعد الادخنة من المكامير.. مؤكدة ان جميع سكان القرية مصابون اما بمرض الحساسية أو الربو فهذه الأمراض يعاني منها الصغار قبل الكبار, فنحن لسنا ضد الرزق الحلال, لكن أيضا لنا الحق في تنفس هواء نقي, وما يفعله أصحاب المكامير من تعمد إشعالها ليلا حتي الساعات الأولي من الصباح خشية مشاهدة الأدخنة نهارا والتي تظهر بشكل مرعب وبخار الماء المتطاير في ذلك الوقت يساعد في تراكم الدخان داخل المنازل, وطالبت المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة بسرعة التدخل ونقل تلك المكامير في الصحراء وخاصة ان محافظة البحيرة بها ظهير صحراوي علي مساحة كبيرة. الموت البطئ واشار الحسيني عبدالله الفيومي, من اهالي القرية, علي الرغم من الأضرار التي تسببها تلك المكامير, إلا أنها وسيلة الرزق التي يعمل بها العديد من شباب القرية, لكنهم يدفعون ثمن الأضرار من أعمارهم فالمكامير هي الموت البطيء, ورغم تقدمنا مرارا وتكرارا للوحدة المحلية للمجلس المحلي التابع للقرية بخطاب ومحاضر رسمية بمركز شرطة الدلنجات ضد تلك المكامير, لكن دون جدوي, مشيرا إلي أن حملات الازالة التي يتم تنفيذها علي المكامير.. معظمها حملات وهمية حيث يتم إبلاغ أصحاب المكامير بمواعيد حملات الإزالة, وتعمل المكامير بعد مغادرة الحملة بكامل طاقتها بدقائق, وناشد الفيومي محافظ البحيرة كي تشاهد علي الطبيعة حرق الخشب والزرع والأمراض الصدرية التي يعيشون فيها, مطالبا بأن يتم نقل تلك المكامير خارج الكتل السكانية. تقنين الأوضاع فيما اكدت الدكتورة مني شهاب مدير ادارة البيئة بالمحافظة, ان الادارة منحت مهله لاصحاب المكامير لتقنين أوضاعهم وعمل افران مطورة مؤكده ان هناك حملات مستمرة علي تلك المكامير.. حيث اشارت لقيامها بالمروروالتفتيش علي الأنشطة الناجمة عن الملوثات الهوائية حيث تم المرور والتفتيش علي عدد70 مكمورة بناحية البستان مركز الدلنجات وتبين توقف عدد50 مكمورة وقت المرور وعدد20 مكمورة تعمل وتم تحرير محاضر مخالفة بيئية لهم. ومن جانبها قالت المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة انها اصدرت قرار بحظر تشغيل المكامير والفواخير ومنع المسابك بعد الخامسة مساءا وحتي السابعة صباحا. كما اصدرت اوامرها إلي أن السلطة التنفيذية لتقديم كافة التسهيلات لاصحاب المكامير لتنفيذ النماذج المطورة وتوفيق أوضاع مكامير الفحم للحفاظ علي صحة المواطنين والبيئة من التلوث الناجم عن هذه المكامير الخاصة بالفحم النباتي التقليدية بالاضافة إلي اغلاق المكامير المخالفة لقوانين البيئة والتي تضربصحة المواطنين.