نوبة تجديد لمناهج الأزهر

عقدت لجنة تطوير المناهج بالأزهر الشريف عدة اجتماعات لمتابعة خطة التطوير التي طالب بها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بضرورة أن تتضمن مناهج الأزهر كل القضايا المعاصرة ليكون الخريج علي دراية بكل المستجدات دون تشدد.
وكشف الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف, أن المناهج الأزهرية شهدت طفرة غير عادية خلال الفترة الماضية بل وتتم مراجعتها بشكل دوري من قبل متخصصين في كل المجالات موضحا أن الكتب الأزهرية الآن نموذج يحتذي به خاصة أن هناك بعض الدول طلبت من الأزهر الشريف المشاركة في تطوير مناهجها الدينية واللغوية.
ومن جانبه قال الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر: إنه قام بتشكيل لجنة علمية من كبار الأساتذة وقام بعقد اجتماع معهم لمناقشة المناهج الجديدة التي سيتم تدريسها خلال العام المقبل خاصة المواد الشرعية للكليات العملية والمستحدثة.
وأضاف, أن تلك المناهج ستكون مرتبطة كليا بتخصص الطالب في الكلية; حيث سيقوم بدراسة القضايا الشرعية المتعلقة بتخصصه حتي يكون عالما بتخصصه فقيها في ذات الوقت.
وقال المحرصاوي: إنه يتم عرض تلك المناهج علي فضيلة الإمام الأكبر خاصة أنه لديه اهتمام بتدريس بعض المناهج الجديدة في الكليات مثل وجود مادة للأخلاق في بعض الكليات العملية مثل الطب ليتعرف الطالب علي أخلاقياته من الناحية الشرعية.
من ناحية أخري شدد الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس الجامعة السابق علي أن مناهج الأزهر تعلم الطلاب التنوع والتعدد والتعايش وقبول الآخر; وأن هذا التنوع والاتساع في الفكر لا يمكن أن ينتج فكرا متطرفا أو متشددا, مؤكدا أن من يدعي أن الأزهر يخرج إرهابيين كلامه مخالف للواقع لأن الأزهر يتهافت علي التعليم فيه طلاب من أكثر من100 دولة, كلهم يسعون إلي النهل من علومه ومناهجه الوسطية, التي ترسخ لقيم الاعتدال والتعايش.
جاء ذلك ضمن إطار سلسلة الندوات والفعاليات التي يحتضنها جناح الأزهر الشريف في معرض القاهرة الدولي للكتاب.. وفي ذات السياق أكد د. محمد عبد الفضيل, منسق عام مرصد الأزهر لمكافحة التطرف, أن مناهج الأزهر متجددة ومتطورة ومتنوعة حسب العصر وهذا يدل علي عدم جمود الأزهر, كما أن التنوع يعمل علي توسيع مدارك الطالب ويعوده علي الاختلاف وقبول الآخر.. وأشارعبد الفضيل إلي أن أكبر دليل علي مواكبة مناهج الأزهر لمتطلبات العصر هو استحداث مادة الثقافة الإسلامية التي تعلم الطلاب المفاهيم الحديثة وكيف يواجهون بها دعاوي التطرف والكراهية, بالإضافة إلي أنها ترسخ قيم التسامح مع الآخر.