انتشرت منذ عدة ايام دعوات لمليونية تحس الشباب علي اطلاق اللحي وارتداء النساء للنقاب قبل رمضان المقبل, اقتداء بسنة رسول الله. طبعا هي دعوة عظيمة للالتزام والتقرب الي الله ويجب علينا جميعا ان نبارك هذه الدعوة ونساندها. وان كنت اود ان اسال اولئك المسئولين عن تلك الدعوة هل التزمنا بكل الفروض والسنن المفروضه ولم يعد باقيا الا اللحية والنقاب. لماذا لا ندعو اولا لمليونية لمحو امية مليون مصر لايعرف القراءة والكتابه أو ليس خيركم من تعلم العلم وعلمه. ولماذا لاندعو الي توفير مليون شقة لمليون مشرد امام ماسبير وضحايا العشوائيات الذين يفترشون الشوارع بلا مأوي. ولماذا لانوفر مليون فرصة عمل لشباب الخريجين الذين يعانون البطالة ويفتقدون الواسطة المناسبة لتعيينهم. ولماذا لانشارك في تجهيز مليون فتاة فقيرة كي تزف الي فتي احلامها خلال عيد الفطر المبارك ونساعدها علي الظهور بمظهر لائق في عينيه. ولماذا لانتكاتف من اجل توفير طريقة مرضية لرب اسرة حالته المادية يرثي لها كي يتمكن من كسب قوت يومه ويتمكن من سد جوع صغاره في نهاية كل يوم. لماذا لانتعاون لتوصيل المياه الصالحة للاستعمال الأدمي الي اقاصي الصعيد حيث اقاربنا هناك يبذلون المستحيل للحصول علي شربة ماء نقيه وطبعا الكهرباء. لماذا لانتكاتف جميعا للقضاء علي ظاهرة اطفال الشوارع اصحاب الوجوه العابثة والملابس الرثة( علي فكره هؤلاء الاطفال يجب ان نعمل لهم الف حساب) فهم قنبلة موقوتة, حيث يعانون الفقر والجهل والمرض وطبعا قلوبهم مليئة بالحقد علي هذا المجتمع الذي لم يرحمهم وبالتالي سيأتي دورهم لينتقموا. لماذا لاندعو الي مليونية نحمي فيها الاف الأمهات, كبيرات السن ألقي بهن اولادهن علي أقل تقدير في احدي دور المسنين ارضاء لزوجة فاقدة الشعور بالرحمة. لماذا لاندعو لزراعة مليون شجرة او استصلاح مليون فدان في صحراء مصر المحتاجة الي سواعد اولادها وهم يستطيعون. لماذا لايحاول كل منا بمفرده ان يطهر نفسه من الداخل فعندي يقين ان الله يحاسبنا علي ما بداخلنا قبل ان ينظر الي وجوهنا وأكاد اجزم ان المظهر الملتزم الذي يتحلي به اصحاب اللحي وهم يقتدون بسنة مؤكدة والنقاب وهذا فضل اختلف عليه بعض الفقهاء ليس بالضرورة ان يكون دليلا للعفة والطهر وانه يجدر بنا ان نزين انفسنا من الداخل بمكارم الاخلاق ونجاهد كي نصل بمجتمعنا الي بر الامان. هالة برعي