اختتمت أمس فعاليات مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس والذي عقد علي مدار اليومين الماضيين بالقاهرة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبرئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب , شيخ الأزهر ومشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن. وقال الإمام الأكبر في البيان الختامي للمؤتمر: إنه إيمانا بالمرجعية الفكرية والروحية الذي يتبوأها الأزهر الشريف في العالمين: العربي والإسلامي, وما يحظي به من ثقة وتقدير لدي مختلف المرجعيات المسيحية, بل لدي أحرار العالم وعقلائه الصادقين, وانطلاقا من المسئولية الدينية والإنسانية التي يضطلع بها, والأمانة التي يحملها علي عاتقه منذ أحد عشر قرنا من تاريخه الحافل بالأمجاد والمواقف, فإن الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين, عقد مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس, للتباحث بين قادة الفكر والرأي والدين والسياسة, ومحبي السلام من ست وثمانين دولة من مختلف قارات العالم, لبحث آليات وأساليب جديدة تنتصر لهوية القدس ولكرامة الفلسطينيين, وتحمي أرضهم, وتحفظ عروبة القدس وهويتها الروحية, وتصد الغطرسة الصهيونية التي تتحدي القرارات الدولية, وتستفز مشاعر شعوب العالم, خاصة أربعة مليارات من المسلمين والمسيحيين, للرد علي قرارات الإدارة الأمريكية التي تأكد انحيازها لكيان الاحتلال الصهيوني الغاصب. وذكر شيخ الأزهر أن توصيات المؤتمر تؤكد علي وثيقة الأزهر الشريف عن القدس الصادرة في02 نوفمبر1102, والتي شددت علي عروبة القدس, وكونها حرما إسلاميا ومسيحيا مقدسا عبر التاريخ والتأكيد علي أن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة والتي يجب العمل الجاد علي إعلانها رسميا والاعتراف الدولي بها وقبول عضويتها الفاعلة في كل المنظمات والهيئات الدولية, فالقدس ليست فقط مجرد أرض محتلة, أو قضية وطنية فلسطينية, أو قضية قومية عربية, بل هي أكبر من كل ذلك, فهي حرم إسلامي مسيحي مقدس, وقضية عقدية إسلامية مسيحية, وإن المسلمين والمسيحيين وهم يعملون علي تحريرها من الاغتصاب الصهيوني الغاشم, فإنما يهدفون إلي تأكيد قداستها, ودفع المجتمع الإنساني إلي تخليصها من الاحتلال الصهيوني. وأوضح أن المؤتمر شدد علي أن عروبة القدس أمر لا يقبل العبث أو التغيير وهي ثابتة تاريخيا منذ آلاف السنين, ولن تفلح محاولات الصهيونية العالمية في تزييف هذه الحقيقة أو محوها من التاريخ, ومن أذهان العرب والمسلمين وضمائرهم, فعروبة القدس ضاربة في أعماقهم لأكثر من خمسين قرنا, كما أن الوجود العبراني في مدينة القدس لم يتعد514 عاما, علي عهد داود وسليمان عليهما السلام في القرن العاشر قبل الميلاد وهو وجود طارئ عابر محدود حدث بعد أن تأسست القدس العربية ومضي عليها ثلاثون قرنا من التاريخ.