ظلت مشاعر الغل والحقد تعتمل داخلها فتحول قلب الأم إلي بركان تشتعل فيه الحمم وتتقد فيه النيران ولا تجد فيه نافذة لتخرج أثقال الانتقام من داخلها. لم تجد تلك السيدة التي تجردت من كل مشاعر الأمومة والإنسانية فأقدمت علي قتل طفلتها الرضيعة بدم بارد بإطلاق عيار ناري عليها اخترق قلبها ومزق جسدها النحيف لكي تشفي غلها من جيرانها وتتهمهم بقتلها. كان اللواء جمال شكر مدير أمن أسيوط قد تلقي إخطارا من العميد محمد العسقلاني مأمور مركز شرطة الفتح يفيد تلقيه بلاغا من أحد المواطنين مقيم بقرية بني مر مصابا بجروح قطعية وأثناء الاستماع إلي أقواله لتحرير المحضر حضرت ربة المنزل لساحة قسم الشرطة تحمل بين يديها طفلتها الرضيعة مريم البالغة من العمر عاما ونصف العام غارقة في الدماء إثر إصابتها بطلق ناري بالصدر وبها فتحة دخول وخروج وتوفت الرضيعة متأثرة بإصابتها وكانت المفاجأة في اتهام المبلغ الأول الذي كان يحرر محضرا ويدعي س. م ونجل عمه خ. أ بأنهما من قتلا ابنتها إثر نشوب مشاجرة بينهم وبين المتهمين بسبب تجدد خلافات الجيرة والخصومات الثأرية ولما تشكله الواقعة من جريمة ربما يترتب عليها تجدد الخصومة الثأرية تم علي الفور تشكيل فريق بحث قاده اللواء أسعد الذكير مدير المباحث الجنائية ضم المقدم محمد فراج رئيس مباحث مركز شرطة الفتح ومعاونه النقيب عمرو البدري ودلت التحريات الأولية علي أن جميع أطراف المشاجرة تجمعهم صلة قرابة وأن أخوال الطفلة يرتبطون بخصومة ثأرية مع جيرانهم المتهمين في الواقعة منذ عدة سنوات وتم التصالح فيها ودفع الدية وانه في يوم الحادث تجدد الصراع بينهم علي خلفية إلقاء القبض علي أشقاء والدة المجني عليها في إحدي قضايا السرقة وظنهم أن خصومهم هم من قاموا بالإرشاد عنهم فتطورت المشاجرة مما أدي لإصابة المتهم الأول وفور علم الأم بأنه أصيب وأنه توجه لتحرير محضر شرطة قامت الام بإطلاق الرصاص علي طفلتها لإحداث إصابة بها لتتهم خصومها بإحداث إصابتها ولكن الطفلة فارقت الحياة. تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي باشرت التحقيق برئاسة المستشار أحمد صفوت مكادي مدير نيابة الفتح الذي استمع إلي أقوال الأم التي نفت تماما تحريات المباحث مؤكدة أن طفلتها كانت تجلس داخل المنزل وأصيبت بالطلق الناري وخلال التحقيقات حدثت المفاجأة بحضور شقيقة الأم وتدعي ه. ر16 عاما وطلبت الإدلاء بشاهدتها وقالت إنها كانت متواجدة بمنزل شقيقتها أثناء المشاجرة ولكنها كانت تجلس بالطابق العلوي وسمعت صوت طلقة رصاص فنزلت علي الفور لتجد رضيعة شقيقتها مريم وسط بركة من الدماء ووجدت شقيقتها تقف عند رأسها وبيدها سلاح ناري فصرخت من هول المشهد وبمواجهة الأم بأقوال شقيقتها أنكرت ما جاء بها مؤكدة أن خصوم أشقائها هم من تسببوا في إصابة رضيعتها وبسؤال زوج الأم أكد أنه لم يكن متواجد بالمنزل وقت الحادث وبسؤال المتهمين في الواقعة أنكروا ما نسب إليهم من اتهامات مؤكدين أنهم تعرضوا للضرب والجروح التي بهم ولم يكن بحوزتهم أي سلاح ناري يدافعون به عن أنفسهم وأن قتل الطفل مجرد مكيدة من قبل الأم لإلصاق التهمة بهم وعقب الاستماع للجميع أمرت النيابة بحبس ربة المنزل الشابة4 أيام علي ذمة القضية موجها إليها تهمة القتل العمد لطفلتها الرضيعة مريم عام ونصف العام وحيازة سلاح ناري دون ترخيص مع انتداب الطب الشرعي لتشريح جثة الطفلة ومطابقة طلقة الرصاص التي أودت بحياتها والسلاح المضبوط بحيازة الأم.