وقف مصطفي بسيارته يتأمل طابورا طويلا من السيارات تتمركز بأهم ميادين مدينة الفيوم, وبينما ينظر مصطفي في ساعة يده,- ليكتشف أنه تأخر عن موعد انصراف أبنائه من المدرسة - وقعت مشاجرة بين سائقين أمامه وفجأة تعالت أصوات الكلاكسات تستنجد بضباط المرور كي يحضروا لفك هذا المشهد المأزوم. لم يكن مصطفي هو الوحيد وسط هذا المشهد المأزوم ففي مراكز ومدن سنورس, وطامية, وإطسا, كان هناك العشرات من المواطنين عالقين بسياراتهم لا يجدون سبيلا للهروب من الزحام, خاصة وقت الذروة أثناء خروج الطلاب من المدارس والجامعات, فضلا عن الموظفين, وهو الأمر الذي تسبب في غضب كثير من المواطنين, رغم المحاولات والجهود المضنية من رجال المرور لإعادة السيولة المرورية لشوارع الفيوم. أسباب عديدة طرح المواطنون والخبراء والمسئولون العديد من الأسباب وراء الاختناقات المرورية التي تشهدها الفيوم, جاء من ضمنها الإشغالات والباعة الجائلون وفوضي السرفيس والتاكسي, وانتشار الكثير من الأبراج السكنية بشكل عشوائي دون جراجات. وفي المدن والمراكز تزداد الإشغالات, وكذلك فوضي التوك توك, الذي يتكدس في أهم ميادين سنورس, وطامية, وإطسا, كما أن المحافظة تشهد غيابا لأفراد المرور ببعض المراكز حيث يتواجد أغلب عساكر المرور بعاصمة المحافظة, مدينة الفيوم, بينما يتوافر رجال المرور حسب الأولوية والحاجة ببقية المراكز. يقول أحمد علي عبد النعيم, مهندس, إن الفيوم أصبحت تشهد زحاما مروريا يتكرر يوميا خاصة في مناطق المسلة, ووسط المدينة, والحادقة, وهو الأمر الذي يتسبب في أزمات للمواطنين ويصيب شوارع المدينة بالشلل خاصة وقت خروج الطلاب والموظفين. وأضاف عبد الحكيم النعيمي محاسب, أن هناك سببين وراء ظاهرة الزحام المروري في الفيوم, الأول غياب الرقابة علي سائقي السرفيس والثاني عدم وجود جراجات في مناطق التكدس بالفيوم, وهو الأمر الذي يستدعي من المسئولين دراسة مشروع إنشاء جراج متعدد الطوابق لتخفيف الضغط عن المناطق المزدحمة. تطبيق القانون بحزم وأشار محمد حسين محمود محام إلي أن قوانين المرور الجديدة إذا تم تطبيقها بكل صرامة وجدية ستخفف كثيرا من الزحام والتكدس, الذي تتسبب فيه سلوكيات المواطنين وقائدي المركبات غير المنضبطة التي تتسبب في إعاقة حركة المرور. فيما تشن إدارة مرور الفيوم العديد من الحملات اليومية لإعادة الانضباط للشارع بمدينة الفيوم فيما تغيب تلك الحملات بشكل نسبي في المراكز والقري. ضعف الثقافة المرورية للمواطنين ويري الدكتور مصطفي أبوهشيمة أستاذ هندسة الطرق بجامعة الفيوم أن الأسباب الرئيسية للمشاكل المرورية بالمحافظة بناء علي الدراسة البحثية التي قام بها تتبلور في قصور شبكة الطرق المتاحة, فضلا عن فوضي الإشغالات وعدم الالتزام بقواعد المرور وضعف الثقافة المرورية لدي المواطنين, بالإضافة إلي انخفاض مستوي خدمة النقل الجماعي. الأتوبيس الذكي من جانبها أطلقت محافظة الفيوم مشروع الأتوبيس الذكي للنقل الجماعي وهو عبارة عن3 سيارات ميني باص مكيفة سعة26 راكبا, ومزودة بشاشة عرض وإنترنت هوائي( واي فاي), ومحطات ثابتة لانتظار الركاب, في خطوة لتحديث النقل الجماعي وللقضاء علي هيمنة سائقي السرفيس علي قطاع النقل الجماعي بالمحافظة, فضلا عن تحسين الخدمات المقدمة للمواطن, بالإضافة إلي تحقيق السيولة المرورية. حلول للمشكلة أكد اللواء أشرف عزيز إسكندر عضو لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان أنه تم الاجتماع مع محافظ الفيوم لوضع حلول لتخفيف الضغط بطريق القاهرةالفيوم وأكتوبر, ومناقشة مشكلات خطوط السرفيس داخل المدينة, ويري عضو مجلس النواب ضرورة إلغاء ترخيص سيارات الأجرة بين المراكز والقري, وتحويلها إلي سيارات لنقل البضائع, وأن يتم تحويل خطوط السيرفيس الداخلي بمدينة الفيوم للعمل علي الخطوط بين المدينة والمراكز, بدلا من السيارات الصندوق, علي أن يستبدل أسطول وسائل المواصلات بالمدينة بسيارات حديثة. وأشار عزيز إلي أن هناك تخطيطا لإنشاء موقف جديد لسرفيس القاهرة علي الدائري, مشيرا إلي أنه يمكن استغلال مكان موقف مصر في إنشاء جراج متعدد الطوابق يخفف من الضغط بوسط البلد.