عاني أدهم من أوضاع معيشية صعبة بعد أن وجد نفسه يحيا في كنف أسرة فقيرة بأحد الأحياء الشعبية بمنطقة عين شمس فبدأ في البحث عن عمل لمساعدة عائلته علي أعباء الحياة منذ صغره فترك دراسته في مراحلها الاولي بحثا عن المال اللازم للمعيشة متنقلا بين الأعمال بمحيط سكنه الا انه كان دائم افتعال المشكلات مع اصحاب الاعمال فلم يستقر في اي عمل سوي بضعة اشهر ثم يتركه بحثا عن اخر. استقر المقام بأدهم بعد أن اشتد عوده في العمل مكوجي بأحد المحال بمنطقة النزهة بعدما انتقل للاقامة بصحبة والده الذي كان يحرس أحد العقارات بذات المنطقة حيث تعرف علي أحد الشباب الذي يتشابه معه في الظروف والاوضاع يدعي محمود والذي يكافح هو الاخر من أجل لقمة العيش علي دراجة نارية كعامل ديلفري لدي احدي الصيدليات. توطدت علاقة صداقة قوية بينهما داوم خلالها الاثنان علي التقابل باستمرار بعد انتهاء عملهما بالقرب من أحد اكشاك المنطقة لتعاطي سيجارة من الحشيش الا أن ادهم لم يراع مصدر رزقه بعد ان اعتاد علي سرقة صاحب المحل الي أن علم مالكه بأفعاله الملتوية فقام بطرده من العمل لديه. لم يجد ادهم نصب عينيه سوي العودة الي مقر سكنه القديم بعين شمس باحثا عن وسيلة تدر عليه المال بعيدا عن اي مجهود وبدون عناء الي ان قاده خياله المريض الي الاتجار بالمواد المخدرة مستغلا العلاقات التي اكتسبها اثناء فترة التعاطي بتجار المنطقة. وفي أحد الايام أثناء تواجد أدهم بصحبة اثنين من أصدقاء السوء بمحيط سكنه يتعاطون الاقراص المخدرة اتصل به محمود عامل الديلفري يطلب منه قطعة من الحشيش ب50 جنيه فبدأ صديقاه يستفسران منه عن صديقه المتصل فأخبرهما بأنه معرفة قديمة ولديه دراجة نارية جديدة وهاتف محمول غال ويحتاج الي قطعة حشيش فطلبا منه استدراجه الي عين شمس بحجة اعطائه ما يحتاجه من حشيش وسرقة متعلقاته الشخصية.. وبالفعل تمكن الثلاثة من استدراجه وطلبوا منه التوجه معهم الي منطقة المقطم لتعاطي سيجارتين قبل إعطائه ما يحتاجه الا ان الشاب رفض طلبهما وأمام اصرارهم والحاحهم عليه انصاع لهم بعد ان عرض عليهم التوجه إلي كورنيش كوبري قصر النيل لكونه منطقة أمنة وخالية من رجال المباحث. استقل محمود دراجته وبصحبته ادهم بينما قاد صديقاه دراجتهما النارية في طريقهم الي الكوبري وهناك كانت المفاجاة في انتظاره حيث طلب الثلاثه منه ترك مفاتيح دراجته للهرب فيها سريعا في حالة وصول رجال المباحث وبعد عدة لحظات طلب منه أحدهم مبلغا لشراء علبة سجائر اثناء اعتلائه سور الكوبري وبمجرد ان قام باخراج حافظة نقوده وبداخلها مبلغا500 جنيه قام بخطفها منه فيما قام الاخر بالاستيلاء علي هاتفه المحمول الذي يتصفح من خلاله صفحته علي الفيس بوك و قام صديقه أدهم بدفعه من اعلي الكوبري واستقل الثلاثة الدراجتين ولاذوا بالفرار. عاد الثلاثة الي مقر سكنهم للتصرف في المسروقات حيث قاموا ببيع الدراجة النارية مقابل900 جنيه والهاتف المحمول لأحد عملائهم ثم توجهوا لشراء قرش حشيش وكباب وفرختين. كان اللواء محمد منصور مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي اخطارا من اللواء نبيل سليم مدير المباحث الجنائية يفيد بورود بلاغ لقسم شرطة الساحل من شرطة النجدة بعثور شرطة المسطحات المائية بكورنيش النيل علي جثة احد الأشخاص. بالانتقال والفحص تبين ان الجثة لشاب في العقد الثالث و يرتدي ملابسه كاملة والجثة في حالة تعفن ولا يوجد بها ثمة إصابات أمكن تحديد شخصيته من خلال بطاقة الرقم القومي ورخصة دراجة بخارية ورخصة تسيير باسمه والمعثور عليها بحوزته وتبين أنه يدعي محمود حسني21 سنة ومقيم النزهة والمحرر محضر بغيابه بتاريخ2016/6/5 م وباستدعاء والد المجني عليه حسني عبد التواب51 خادم بمسجد ومقيم عين شمس تعرف علي الجثة وأفاد بأنه لا يشتبه في الوفاة جنائيا. وبالعرض علي النيابة العامة قررت تشريح جثمان المتوفي لبيان ما به من إصابات وصولا إلي سبب الوفاة وبالمتابعه تبين أن الوفاة نتيجة أسفكسيا الغرق ولا يوجد أي إصابات ظاهرية بالعرض علي النيابة العامة قررت بتسليم جثة المتوفي إلي أهليته ودفنه وحفظ القضية. وبعد مرور سنة ونصف تقدم والد المجني عليه بطلب إلي نيابة شمال القاهرة الكلية للإفادة والاستعلام عن الهاتف المحمول والدراجة النارية ملك نجله حيث لم يتم العثور عليهما وكانا بحوزة المتوفي. وباخطار مساعد أول الوزير لأمن القاهرة امر بتشكيل فريق بحث علي مستوي عال باشراف اللواءين محمد منصور مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة ونبيل سليم مدير المباحث الجنائية باشره العميد حسام عبد العزيز رئيس مباحث قطاع الشمال والعقيد محمد السيد مفتش المباحث قاده المقدم علاء خلف الله رئيس مباحث قسم شرطة الساحل ضم الرائد محمود العطار والنقيب احمد ابو سنه معاونا المباحث لكشف غموض الواقعة والقبض علي المتهمين. تم وضع خطة اعتمدت علي الاستعانة بالتقنيات الحديثة والتي أمكن من خلالها من التوصل الي ان الهاتف المحمول كان بحيازة احد اصدقاء المجني عليه ويدعي أدهم سمير21 سنة عاطل ومقيم مصر الجديدة وله عنوان اخر جسر السويس- عين شمس. عقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة بمعرفة المقدم علاء خلف الله رئيس المباحث بالأماكن التي يتردد عليها نجح الرائد محمود العطار والنقيب احمد ابو سنه معاونا المباحث في ضبطه وبتضييق الخناق عليه أقر بأنه نظرا لمروره بضائقه مالية وارتباطه بعلاقة صداقة بالمجني عليه فخطط لسرقته حيث استعان بكل من محمد عزت والشهير بضاشة21 سنة عاطل والسابق ضبطه في قضية سلاح بدون ترخيص ومحمد مجدي والشهير بدوشه20 سنة عاطل والسابق اتهامه في قضيتين اخرهما عين شمس سلاح ابيض والمطلوب التنفيذ عليه في قضية مخدرات والمقضي فيها بالسجن3 سنوات ومقيمان جسر السويس- عين شمس وتم استدراج الضحية أعلي كوبري قصر النيل واستولوا منه علي هاتفه المحمول و500 جنيه وأثناء مقاومته لهم قاموا بدفعه مما أدي إلي سقوطه بنهر النيل وفروا هاربين مستقلين الدراجة النارية ملك المجني عليه. وباستهداف باقي المتهمين أمكن ضبطهما وبمواجهتهما امام المقدم علاء خلف الله رئيس المباحث بأقوال المتهم الأول أيداها واعترفا بارتكاب الواقعة بالاشتراك مع المتهم المضبوط تم بإرشادهم ضبط الدراجة النارية المستولي عليها. تم تحرير محضر للمتهمين وبإخطار مساعد اول الوزير لامن القاهرة امر باحالتهم للنيابة التي قررت حبسهم4 ايام علي ذمة التحقيق.