عاش وليد الشهير ب شفة حياته طولا وعرضا بعد أن خرج مبكرا من التعليم مما دفعه للبحث عن حرفة يجيدها وتنقل من مكان لآخر لعدم إجادته اتقان إحداها. وبعد أن شاهد أصدقاء السوء الذين يرافقهم في الأفراح الشعبية ينفقون ببذخ ويتعاطون المواد المخدرة بمختلف أصنافها استطلع الأمر وعرف أن بينهم لصوص سيارات وتجارا للكيف والعملات المزيفة واقتنع تماما بأن يحترف السرقة في بداية علاقته بالإجرام وأجاد فنونها وحقق من ورائها مبالغ مالية, حيث اعتاد السطو علي الممتلكات العامة والخاصة دون أن يدري به أحد. ولم يضع شفة في حساباته علي الإطلاق أنه سيقع في قبضة الأجهزة الأمنية لقدرته علي التمويه والهرب عند اللزوم, فضلا علي خلو صحيفته الجنائية من القضايا لكن حظه العثر قاده لدخول السجن في قضية سرقة وقضي خلف القضبان الحديدية سنوات تجرع خلالها الحرمان من الحرية وأقسم علي أنه حال الإفراج عنه لن يعود لنشاطه مرة أخري إلا أن كلامه ذهب أدراج الرياح بمجرد خروجه من محبسه بعد أن تم تجنيده عن طريق أحد كبار تجار الكيف الذي يجلب البانجو من سيناء حيث رحب أن يكون ذراعه اليمني في ترويج النبات المخدر بالكميات التي يريدها. كان اللواء محمد علي حسين مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء أحمد عبد العزيز مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يزاول من خلالها بيع المواد المخدرة, وبفحص المشتبه بهم ومن وردت عنهم بلاغات في الفترة الأخيرة, قفز اسم شفة علي الواجهة حيث أشارت التحريات إلي خطورته. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد مدحت منتصر رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد ياسر عبد الرحيم رئيس فرع شمال والرائد محمد سكر رئيس مباحث القنطرة غرب ومعاونيه النقباء مصطفي صيوح وأحمد عثمان ومحمود خليفة وأحمد عبد الناصر ودلت تحرياتهم علي أن المدعو وليد الشهير بلقب شفة25 سنة عاطل- سييء السمعة سبق اتهامه في قضية سرقات متنوعة دفعه الانحراف للعودة لطريق الحرام ومزاولة الاتجار في البانجو علي نطاق واسع بعد اعتماده علي مصدر سري لتوفير الكميات التي يريدها بانتظام. وأضافت التحريات أن المتهم يروج النبات المخدر بالتواصل مع عملائه بواسطة الهاتف المحمول لتسليمهم بضاعتهم بنظام الدليفري في أماكن وجودهم سواء داخل أو خارج الإسماعيلية وأشارت إلي أن شفة تسلم حصة من البانجو لطرحها في الأسواق قبل حلول أعياد رأس السنة وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم واعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليه مسرعين بعد وصول معلومات تفيد بعزمه مقابلة أحد زبائنه وتمت محاصرته والقبض عليه بعد أن حاول الهرب وبعرضه علي فادي محمد واحمد فتحي وكيلي النائب العام باشرا التحقيق معه تحت إشراف أحمد أبو السعود رئيس نيابة القنطرة الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق.