جاءت نتائج التعداد صادمة فيما يتعلق بزواج القاصرات ومما يتعلق بملايين الشقق التي لا يسكنها أحد ولكن في إعتقادي ان الصدمة الأشد كانت في نسبة الأميين والمتسربين من التعليم والتي بلغت نحو ثلاثين مليونا من البشر ومصر صاحبة التاريخ التليد والحضارة العريقة.. مصر التي علمت العالم الكتابة والقراءة فهي أول من أهتدي إلي الكتابة والقراءة هكذا يقول التاريخ ذاكرا أن أجدادنا الفراعنة هم من جعلوا لأبجديتهم حروفا, ولكل حرف رسم معين ويشهد علي ذلك جدران معابدهم ومسلاتهم, مصر كان هذا حالها في الحقب الغابرة تعجز الآن عن محو امية اكثر من30% من أبنائها الذين لا يعرفون الألف من كوز الدرة انه من العيب أن تظل آفة الأمية منتشرة في كفور ونجوع وقري وأحياء والمحروسة إن إنسانا لا يعرف القراءة والكتابة ومبادئ الحساب من جمع وطرح وقسمة هو إنسان عند منتج ولا يرجي منه أي خير وهو عالة علي غيره فهو لا يعرف كيف يدير أموره ويدبر شئونه وشئون أسرته ويمكن بسهولة ابتزازه والضحك عليه, ومن هنا فإن الأمر يقتضي منا جميعا حكومة وشعبا أن نشمر عن سواعدنا ونبذل غاية جهدنا من أجل تنفيذ خطة زمنية لا تتعدي سنوانها عدد أصابع اليدين إن لم يكن أقل من ذلك حتي نقضي علي هذه الآفة بل هذه العورة التي علي جبين كل واحد من أبناء هذا الوطن ومصر التي وضعت الخطط الزمنية لإقامة مشروعات عديدة تعميرا وبناء وتنمية وتشييدا للمدن وإستزراعا للصحراء وشقا للطرق في الجبال وحفرا للانفاق, مصر إلي حفرت قناه جديدة موازيه لقناة السويس خلا عام واحد جدير بها أن تضع خطة طموحة لإزالة آفة الأمية وهناك أمم كانت الأمية متفشية فيها إلي درجة قاسية ومؤلمة مثل الصين والهند استطاعت بعزم أبنائها ومسئوليها أن تقضي علي الأمية وعلمت الاميين من مواطنيها فأصبحوا أدوات فاعلة في مسيرة اوطانهم ورفعة شأنها نماءا وإزدهارا ومصر ليست اقل من هذه الدول إن الاف الشباب الذين تحتضنهم الدولة وتقيم بهم المؤتمرات ويبذل السيد الرئيس غاية جهده في تشجيعهم وحل مشاكلهم هؤلاء الشباب جدير بهم أن تري كل واحد منهم في المؤتمرات القادمة وبيده وثيقة تقول بأنه ما أمية عدد لا يأس به من الأميين ثم هناك أهم واكبر الوسائل التي يمكن من خلالها حل مشكلة الأمية وتتمثل هذه الوسائل في قنوات وشبكات الاعلام الإقليمي المنتشرة في مناحي مصر والتي من أوجب واجباتها أن تجاهد بقوه في محو الأمية وعلي هذا الإعلام بداية أن يشحذ همم المسئولين والمواطنين في كل المحافظات ويدعو رجال الإدارة المحلية والجمعيات الخيرية والإدارات التعليمية ليتعاونوا جميعا في القضاء علي المشكلة وفي هذا السياق نذكر أنه منذ اكثر من نصف قرن كانت اذاعة الشعب تقوم بهذا الدور خير قيام وكان للاستاذ قمحاوي يرحمة الله دور كبير في هذا الشأن وقدم عطاء تدعوا المولي عز وجل ان يحتسبه له وعندما بدأنا تأسيس الإذاعات الاقليمية انتهي دور اذاعة الشعب وأنشأت الدولة عشر اذاعات اقليمية وسبع قنوات تليفزيونة تعطي وتقدم إعلامايهم بالإقليم ويعمل علي حل مشكلاته وبالتالي يمكن لهذا الزخم الإعلامي ان يكون له دور فعال في القضاء علي الأمية وللأسف ليس هناك أي دور لهذا الإعلام في القضاء علي هذه الآفة من اللازم ان يكون لهذه الاذاعات وهذه القنوات مساهمات ايجابية وبرامج وفعاليات تنبه إلي خطر الأمية وتقضي علي فلسفة الإعلام الاقيلمي هي حل مشكلات الجماهير وأظن أن اكبر مشكلة في أقاليم مصر هي الأمية وليس بالصعب العسير أن تتضمن خرائط هذه الاذاعات وهذه القنوات جانبا من الوقت لإنجاز هذا الغرض علي أن تتضافر جهود الإدارة المحلية مع هذا الاعلام وان تتشكل اللجان في المحافظات وتضع الخطط التي يجب ان تنفذ بدقة للقضاء علي الامية الاعلام الاقليمي يقولون عنه إنه قاطره التنمية وأن رسالته تتمثل في التعرف علي مشاكل الاقليم والعمل علي حلها وبالتالي علي هذا الاعلام ان يجعل من هذه المقوله حقيقة ملموسة علي أرض الواقع.