في الوقت الذي تصاعدت فيه حملة الدستورأولا انتقلت الأزمة بين الحكومة والقوي المعارضة للحملة في ضوء تلميحات من الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بأنه يري أن من الأفضل إعداد دستور للبلاد قبل إجراء الانتخابات البرلمانية. وفي هذا السياق قررت القوي الرافضة للدستور أولا إصدار بيان خلال ساعات تؤكد فيه موقفها الرافض لهذا الاتجاه باعتباره التفاقا علي الاستفتاء الذي جري علي الدستور. وشن الدكتور سليم العوا الذي أعلن ترشحه للرئاسة الليلة الماضية هجوما عنيفا ضد شرف والجمل وقال إنهما موظفان في مجلس الوزراء وليس لهما حق التعبير من آرائهما الخاصة في أمور دستورية حصلت علي تأييد77% من الشعب المصري, وقال إن المجلس العسكري لا يملك وضع دستور جديد قبل الانتخابات. فيما شن برنامج الحياة اليوم الليلة الماضية هجوما متبادلا بين الدكتور يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء وأبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط وأحد أعضاء الائتلاف الرافض لدعوات الدستور أولا الذي هاجم موقف شرف الداعم لحملة الدستور أولا علي حد وصفه مؤكدا أن رئيس الوزراء بتصريحاته المتكررة ارتكب خطأ جسيما ضد الدستور وضد إرادة الشعب التي اختارت الانتخابات أولا. بينما اعترف يحيي الجمل بأن الحكومة تتعرض لضغوط شديدة لدعم الدستور أولا, إلا أنه عندما قال الدكتور شرف إنه يري ضرورة إعداد دستور للبلاد أولا فإنه يعبر عن رأيه الشخصي وهذا رأيي أنا أيضا, وهذه الآراء لا تعبر رسميا عن الحكومة. في غضون ذلك كثفت القوي السياسية والحركات الثورية من نشاطها في حملة جمع التوقيعات للمطالبة ب الدستور أولا حيث كشف محمد جمال النفراوي عضو اللجنة التنظيمية بالمجلس الوطني وعضو اللجنة التنسيقية لحملة ال15 مليون توقيع للدستور أولا عن أنه من المقرر إطلاق بوابة إلكترونية خلال ساعات لجمع توقيعات المصريين في الخارج, موضحا أنه يمكن للمصريين في الداخل أيضا التوقيع من خلال البوابة الإلكترونية, وأنه تم الأخذ في الاعتبار جميع الإجراءات التي تضمن شفافية ونزاهة التصويت الإلكتروني مؤكدا أنه في حالة إدخال الرقم القومي خطأ لن يسمح النظام الإلكتروني للشخص بالتوقيع. وأضاف أن الحملة تتم بالتعاون مع العديد من القوي السياسية والأحزاب والحركات والكيانات المختلفة. وقال إن الحملة تسير بخطي جيدة جدا وسريعة مضيفا أن الأرقام التي تم جمعها لن يتم الإعلان عنها إلا في مؤتمر صحفي لم يتم تحديد موعده بعد مؤكدا أن الأرقام سوف تكون مفاجئة للجميع. وأكد أنه تمت مراعاة عدم تكرار الموقعين عن طريق أخذ إقرار علي الموقعين بأنهم لم يوقعوا علي أي قرار خلاف هذا. من جانبه قال سامي دياب منسق حركة عرب بلا حدود إن خطوات حملة جمع التوقيعات للدستور أولا تسير بخطي سريعة وإيجابية, مؤكدا أن الحركة استطاعت أمس جمع230 ألف توقيع في مدينة بنها فقط من خلال70 ممثلا و35 متطوعا. وأشار إلي أن إجمالي التوقيعات التي استطاعت الحركة جمعها حتي الآن اقترب من المليون و100 ألف توقيع. وانتقد دياب تحركات الإخوان وعدد من الجماعات الأخري لإحباط محاولات إقرار الدستور أولا مشيرا إلي أن الديمقراطية الكاملة تنص علي احترام حقوق الشعب وبناء مؤسساته التشريعية وفقا للدستور وليس العكس. وقال عصام الشريف منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمي إن الحركة استطاعت جمع مليون ونصف المليون توقيع حتي الآن بخلاف التوقيعات التي تجمعها الكيانات الأخري ولم يتم حصرها.