الأرض وحب الوطن.. البقاء والفناء.. الخير والشر, معان لا تنتهي تجسدت في أداء تمثيلي في مسرحية االماثوليب التي شارك بها شباب الكويت في مهرجان الإسكندرية الثامن امسرح بلا إنتاج. المسرحية تحمل معني عميقا هوالشتات حين نكون بلا وطن; فمعظم الصراعات بين الخير والشر تدمر بقاء الأرض. ورغم بساطة الحوار وبعد المسرحية عن السرد الممل استشعر الجمهور البعد الإنساني والسياسي الذي لخص الصراعات الحالية وما نعانيه من انقسامات. كما يمكنك ملاحظة إبداع المخرج الشاب محمد الشطي بداية من الديكور والأضواء والمؤثرات الصوتية وعدم الاعتماد علي فكرة البطل الرئيسي, لندرك جميعا أن الصراع الأبدي بين القوي والضعيف ليس له بطل وحيد فهويدمر ويفرق ويقضي علي الأخضر واليابس ويترك السواد والشتات للجميع ليبقي المطلب الإنساني الوحيد هوالحفاظ علي الأرض فالعجز عن البناء والبقاء مصدر الخراب والفقر وضياع الأرض. وتنتهي المسرحية بجملة ذات صدي وعمق( نحن لانريد شيئا.. نحن نريد وطنا وطنا). أداء الممثلين كان رائعا فأنت لاتشاهد حركة ممثل يؤدي دورا وانتهي ولكنك تلمس تجسيدا لمعاناة حقيقية يشعر بها من مثل دور الشيطان أودور الضحية. ورغم أن العروض المقدمة في المهرجان كانت متعددة ولكن عرض الماثولي كان مميزا لأنه يحاكي الواقع وسواد قلب المستعمر الذي يدمر دون رحمة مادام أصحاب الأرض ضعفاء لا يخافون عليها ولا يوجد بينهم رأي واحد يجمعهم. أما أداء الممثل الشاب علي الرشيدي طالب الماجستير بجامعة الإسكندرية فهوينبئ بمستقبل مبهر هو وكل فريق العمل الكويتي. سلبيات العرض تمثلت في النظرة القاتمة السوداوية وخلوالعرض من الأمل في غد مبشر وسيطرة الشر علي الخير; نحن نحتاج إلي مزيد من الثقة في الله لأنه لا ولن يرضي إلا بالحق وأقوياء يدافعون عن حقهم في البقاء والحفاظ علي أرضهم. أما اسم المسرحية الماثولي فليس له معني في اللغة العربية, واعتقد أن المخرج اراد به الإشارة للشيء الغامض المبهم الذي ينتاب العالم من جراء الشر الذي يحيط به. هو إشارة للخطر والفتن التي تجتاح الأجواء لحظات سيطرة المستعمر علي أي منطقة فتفرق أبناء المكان الواحد فيصيبهم الندم والحسرة لكن بعد فوات الأوان حين يدركون حقيقة المستعمر وألاعيبه. هذا العرض رسالة لكل وطني مضمونها خف علي وطنك فالأرضب ليست مجرد حيز جغرافي بل هي مجموعة من البشر تربطهم علاقة متشابكة أبدية هي علاقة الروح الوطنية. تلك الأرض التي نولد عليها ونرتوي من خيراتها ونعيش علي ترابها, صعب نحيا سعداء بدونها, فهي العشق الأبدي والتنازل عن هذا الحق هوتنازل عن حريتنا وحياتنا. تحية إعجاب لمخرج العمل ولفريق التمثيل الكويتي فجميعهم حالة من الإبداع فريدة شرفت سماء الإسكندرية ومهرجان امسرح بلا إنتاج.