اعتاد المشاهد أن يري الفنانة انشوي مصطفيذات الصوت الرائق المرح والسمات البريئة والأدوار السينمائية والتليفزيونية الضاحكة مقبلة علي الحياة.. مفجرة للطاقة الإيجابية رغم أدائها الهادئ غير الزاعق. ولكن أن نراها تقدم عرضا باسم اسيلفي مع الموتب.. مع الموت يانشوي؟! هي كاتبة العرض.. مؤلفته أو بمعني أدق مولفته فهو مشحون بالحزن والأسي وليس نصا مسرحيا بقدر ما هو نبضات حية تتحرك بصاحبته علي خشبة المسرح في تقلبات هي أقرب لمن تتمرغ علي الأرض تعبيرا عن مصابها الأليم ويكتشف المشاهد أن لديها مصابا اليما فعلا هو وفاة والدها. ومن الواضح أنها كانت ترتبط طبيعيا بوالدها الراحل ارتباط الابنة الطيبة المحبة, وأن رحيله قد هدد حياتها كلها ووضعها أمام السؤال الوجودي الذي لا اجابة له! امن أين.. وإلي أينب وما المصير وما العمل أمام ذلك المجهول المسمي بالموت والذي ينتزع منا أحباءنا دون مبرر ودون عزاء. قدمت نشوي مصطفي مونودراماب.. والشكل مناسب للموضوع فإحساسها بالموت والأسي هو في حد ذاته احساس فردي أو امونودراما فرديةب تعانيها وحدها رغم كثرة المعزين حولها.. قدمت انشويب العرض بكل أحاسيسها الصوتية والجسدية والحركية مشفوعة علي المسرح بشاشة خلفية مساعدة تتطابق حركتها تماما وبحرفية عالية مع حركة الممثلة نفسها تطابق الصورة مع الأصل أو الأصل مع الصورة, وهذا يحسب للمخرج أولا ثم لها ثانيا وقد خرج صوتها معبرا مليئا بالشجن متخليا عن مرحه المعتاد في التمثيل مما أدهش المشاهدين حتي وصل إلي مرحلة الاندماج الكامل أو الاحساس الحقيقي لتنهي نشوي عرضها علي المسرح بكتاب أو دفتر مصور تفر أمامنا صفحاته عن زملائها الفنانين الموتي الذين رحلوا عن حياتنا كأنما تؤكد أن لا أحد سيبقي, وأن الموت سيطول الجميع وأنها مهددة منه أيضا.. واللافت أنها وضعت بين تلك الصور المكبرة صورة الشيخ الشعراوي والأنبا شنوده فلعل إضافتهما تذكير لها وللمشاهدين بالبعث أو بالحياة الأفضل في الآخرة والأمل في الجنة,حيث تلتقي مرة أخري بالأب الذي أحبته وغادر الدنيا. المسرح الذي عرض به اسيلقي مع الموتب هو مسرح ميامي.. وهو مسرح غير مناسب لأمثال تلك العروض لاتساعه من ناحية ولأنه يقتصر عادة علي عروض القومي حين تكون خشبه مشغولة بعرض آخر علاوة علي أنه عرض غير كوميدي بالمرة متناقضا بذلك مع جهة انتاجه وهي االمسرح الكوميديب وكان الأنسب أن يعرض علي مسرح صغير حتي يراه عدد أوفر من المشاهدين لا العديد من الكراسي الشاغرة.