أكثر من مفاجأة فرضت نفسها كشفت عنها فضيحة إلغاء مباراة المنتخبين المصري والاماراتي الودية لكرة القدم التي كان مقررا لها الشهر الجاري في ملعب هزاع بن زايد في مستهل برنامج إعداد الفراعنة لخوض منافسات كأس العالم المقبلة في روسيا2018. وأبرز هذه المفاجأت هي بدء هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة والمشرف العام علي المنتخب عملية تصفية حسابات قديمة واسعة مع الشركة الراعية سعيا وراء السيطرة من جديد علي صناعة القرار فيها وإبعاد أحد أهم رجالاته السابقين المقربين منه وهو محمد كامل الرئيس التنفيذي للشركة قبل كأس العالم. وعلم محرر الأهرام المسائي وجود ضغوط كبيرة يمارسها أبوريدة علي مالكي الشركة الراعية من أجل تجميد كامل في الفترة المقبلة وتكليف شخص أخر وتحديدا عمرو وهبي رجله الأمين السابق والمدير التنفيذي للشركة بمهمة إدارتها. ووفقا للمعلومات الواردة إلينا من الكواليس فإن أبوريدة بدأ يتذمر من محاولات كامل استعراض القوي عليه في القارة السمراء واثارته له أكثر من مشكلة في الفترة الأخيرة ومنها إلغاء ودية الأمارات وتبادل كل طرف الاتهامات في الغرف المغلقة ضد الآخر. فأبوريدة حمل المسئولية إلي كامل بحجة انه أبرم الصفقة بشكل هاو أكثر منه احترافي, فيما يري رئيس الشركة إن رئيس اتحاد الكرة تعمد عدم التدخل لإدراج المباراة في الأجندة الدولية لإحراجه رغم نفوذه الكبير في الاتحاد الدولي لكرة القدم. ويدعم أبوريدة وبشكل قوي في الساعات الأخيرة عبر اتصالات سرية أجراها بالمالكين تصعيدا كاملا لمنصب آخر داخل الشركة أو المنظومة الخاصة بها, وتصعيد عمرو وهبي الذي قدمه أبوريدة قبل سنوات في منصب مدير تسويق الجبلاية بدلا منه. ويتردد بقوة داخل الجبلاية ان عملية التضحية بمحمد كامل هي محاولة من جانب أبوريدة للانتقام من تلميذه النجيب الذي ورطه في وقت سابق بأزمة البث التليفزيوني وحقوق بيع البطولات الافريقية لكرة القدم كاف عندما حاول شراءها من الاتحاد الافريقي وهو ما أدي إلي تدمير علاقة أبوريدة بالكاميروني عيسي حياتو رئيس الكاف ووالده الروحي, ثم إجبار أبوريدة نفسه علي دعم أحمد أحمد رئيس الاتحاد الحالي في الانتخابات التي جرت في مارس2017, وأحدثت تغييرات بالجملة في الكاف. ووفقا للمعلومات الواردة إلينا فإن أبوريدة بدأ يقود بنفسه عملية تصعيد عمرو وهبي من خلال حملة الترويج له إعلاميا في الساعات الأخيرة وتلميعه ليكون مؤهلا بتولي رئاسة الشركة الراعية تنفيذيا عبر ورقة تشفير بطولة الدوري الممتاز وهي الورقة التي ألقي بها وهبي علي الرأي العام في الفترة الأخيرة معتمدا بداعي انها الورقة الوحيدة للبدء في دخول مزايدات الحصول علي البطولات الافريقية الكبري سواء كأس الأمم أو دوري أبطال افريقيا وتتمثل في عدم البث الفضائي الحر للشركات الحائزة علي الحقوق. علي أن يكون ورقة التشفير محليا في بطولة الدوري هو رأسمال الدخول بقوة في سباق الحصول علي البطولات الكبري فيما بعد بدعم وقتها من أبوريدة خاصة وإن الأخير ضمن البقاء مدي الحياة في عضوية المكتب التنفيذي للفيفا ويفكر جديا في البدء للترشح لانتخابات رئاسة الاتحاد الافريقي لكرة القدم في2021. ويفرض الترقب نفسه حاليا علي دائرة اتخاذ القرار داخل الجبلاية والشركة الراعية انتظارا لما تسفر عنه محاولات هاني أبوريدة فرض سيطرته كاملة وإسناد منصب رئيس الشركة بشكل فعلي إلي عمرو وهبي رجل العصر الجديد بالنسبة إلي رئيس الجبلاية وعضو الفيفا صاحب النفوذ الواسع في الوقت الحالي.