الرضا عن حياتك العملية يمتد أثره الطيب علي راحتك النفسية والإنتاجية لأن إحساس الرضا ماهو إلا مجموعة من المشاعر الإيجابية منها قدرتك علي الاستمتاع بحياتك والسعادة والرغبة في التطوير والإنجاز. وكلما زاد الترابط بين أفراد المؤسسة والإدارة العليا زادت رغبتهم في العطاء ونما الإبداع لديهم. هذه الكلمات ماهي إلا مقدمة لإحدي مؤسسات مصر التعليمية العريقة وهي كلية الآداب جامعة الإسكندرية والتي أفتخر بأنها جزء من تكويني المصري. وما أكتبه ليس تحيزا بل واقع وحقيقة. فكلية الآداب تعد نموذجا صحيا لحالة الرضا المهني الذي ساهم في تطوير الخدمات التعليمية والترفيهية المقدمة للطلاب فقد أكدت سيادة العميد أد. غادة موسي التي توجت كرسي العمادة كأول إمرأة في هذا المنصب ما قاله فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي إن المرأة المصرية كانت ولاتزال حالة فريدة تحمل طباعا خاصة, وتحمل بين طياتها البسيطة تفاصيل عظيمة, فذلك الحنان المتدفق الذي يحمل الدفء والأمان, تخالطه قوة إرادة وإصرار, جعلت منها أيقونة متفردة في مسيرة العمل الوطني والإنساني ففي عهدها نظمت كلية الآداب لأول مرة حفل الخريجين بعد75 عاما وقد أطلق وكيل الكلية لشئون الطلاب أد. سامح الأنصاري هذا القيادي الخلوق علي هذه الدفعة الدفعة الماسية ولم يعرف معني الراحة إلا بعد انتهاء الحفل ورؤية السعادة في عيون الخرجين. شهور كاملة من اللقاءات والإعداد والمشاكل وسعي دؤوب من سيادته مع خمس من أعضاء هيئة شرفت أن أكون منهم ومعهم ما يقرب من50 طالبا وطالبة من عدة أقسام بالكليةانضموا كمتطوعين لتنظيم الحفل و إعلاء اسم جامعة الإسكندرية ويكفيني فخرا أن قيادات جامعة الإسكندرية نموذج طيب للقيادة الرشيدة.. فهذا الحفل كان حلما في يوم من الأيام وتحقق بعد75 عاما. قد يري البعض أن التجربة عادية وغير ملهمة لكن أن تحقق حلم بعض من شباب مصربعد هذه السنوات فهذا إنجاز يستحق أن نكتب عنه. أن تسهم في فرحة ألف وخمسائة طالب وطالبة بأهلهم وتري السعادة في عيونهم الممزوجة بالفخر لأن سيادة العميد والوكيل وأساتذتهم قاموا بتكريمهم ومشاركتهم فرحة النجاح فأنت رسخت لديهم مفهوم الانتماء وحب المؤسسة التعليمية التي ينتسبو إليها و غرست في قلوبهم حب الوطن. أن يتطوع الأساتذة و50 طالبا وطالبة لتنظيم الحفل و السهر لمدة أسبوع لطباعة الشهادات وتجهيز القاعة مع الشركة المنظمة وإدارة طابور العرض ورفع علم مصر والإسكندرية والجامعة فأنت تؤسس لمعاني إيجابية كثيرة أفتقدها شباب الجامعة علي مدار السنوات السابقة. ; فمن خلال التجربة والملاحظة أيقنت أن عدوي الغيرة تنشط المراكز الإيجابية لدي المتسلقين والخاملين كما أن إيمانك بقضيتك ينتقل أثره علي الآخرين. إنها دعوة لكل مؤسسات التعليم العالي لتعزيز ثقافة الانتماء المهني بمصر. أن تهتم كل قيادة تعليمية برفع الروح المعنوية للأساتذة والطلاب; فهناك أشياء تبدو بسيطة وتافهة ولكنها عميقة في جوهرها. وما ذكرته لا يعني أن الصورة كانت بيضاء وتخلو من السلبيات و المشاكل لكن العمل الجماعي يتم تقييمه من خلال المحصلة النهائية ككل وليس من خلال بعض الإخفاقات و التجاوزات التي تتلاشي أمام المجهود العظيم المبذول. بإختصار فإن الرضا الوظيفي و إنجاز التكاليف الموكلة بإخلاص والتنافس البناء بين الأفراد لهو دالة للانتماء الوطني والمهني ودليل علي سعادة الفرد واستقراره ومدخل للتغيير وحب الوطن وصورة أتمني أن أراها في كل مكان بمصر.