لا شك أن ما حدث في صحراء الواحات البحرية من عملية إرهابية خسيسة استهدفت ليس فقط رجال مصر الأبطال بل إنها استهدفت شعب مصر كله بجميع فئاته ومختلف طوائفه, فلم تكن يد الغدر والإرهاب تسعي فقط لاغتيال هؤلاء الرجال, بل كان هدفها الأساسي اغتيال أحلام المصريين الذين يصرون علي السعي وبكل جدية لبناء وطنهم وتحقيق تنمية حقيقية ملموسة, بدأت ثمارها تظهر في شبكة الطرق العملاقة والمشاريع الضخمة في سيناء ومشروع المليون ونصف المليون فدان والعاصمة الإدارية الجديدة وغيرها من الخطوات الجادة والملموسة التي اتخذتها القيادة السياسية علي أرض الواقع, لتؤكد أن مصر تسير بخطي ثابتة وقوية علي الطريق الصحيح. ولكن تلك الخطوات بالطبع لن تجد أي ترحيب من قبل خفافيش الظلام وحملة مشاعل الجهل وأصحاب الفكر المتطرف الذي يؤسس للقتل والتدمير وليس للبناء, وبالتالي فإن تلك الجماعات الإرهابية بجميع أنواعها وعلي اختلاف مسمياتها تتفق علي هدف واحد هو استمرار القتل ونشر الفوضي وتعميق الانقسامات داخل المجتمعات المختلفة, حتي تستطيع تلك القوي الظلامية أن تجد لها موطئ قدم خاصة في مصر التي تنظر إليها تلك الجماعات المتطرفة علي أنها حجر الزاوية في المنطقة العربية وعامل الاستقرار في الشرق الأوسط, وبالتالي علينا أن ندرك جميعا أن المواجهة مع الإرهاب لن تتوقف في القريب العاجل بل إنها سوف تستمر لسنوات مقبلة وسوف تسعي تلك القوي الظلامية إلي تنفيذ أجندتها التخريبيةفي العديد من دول العالم وليس في مصر وحدها وهو ما يتطلب رفع درجة الوعي لدي الشباب بصورة خاصة لمواجهة أفكار تلك الجماعات المتطرفة, والسعي للتعامل معها بكل حزم وقطع الطريق عليها في كل التجمعات التي تحاول تلك القوي نشر أفكارها المسمومة بها. والمؤكد أن ما حدث في طريق الواحات البحرية لن يؤثر علي جهود رجال الجيش والشرطة في مواجهة قوي الشر والإرهاب والقضاء عليها, فمن استشهد من رجال الشرطة البواسل بمثابة وسام علي صدورنا جميعا وهو ما يدفعنا إلي مزيد من الإصرار علي مواجهة تلك الجماعات خاصة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي قال في حديثه لصحيفة لوفيجارو الفرنسية خلال زيارته هذا الأسبوع لفرنسا, إن كل المتطرفين الذين سيفرون من سورياوالعراق سيحاولون دخول ليبيا لاتخاذها وكرا لهم.. ومن هناك سيخططون لهجمات مفاجئة ضد مصر وكل الدول الإفريقية والأوروبية.. ولذا فعلي كل دول العالم تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب, مذكرا بمقتل21 قبطيا مصريا في ليبيا علي يد عناصر إرهابية في فبراير2015. وأعتقد أن ما يحدث في العراقوسوريا من حرب طاحنة ضد تنظيم داعش الإرهابي وتحقيق انتصارات من قبل القوات العراقية بصورة كبيرة للقضاء علي داعش بها سوف يكون له تداعيات كبيرة, حيث إن أفراد ذلك التنظيم الإرهابي يفرون الآن وبأعداد كبيرة إلي ليبيا التي تعتبر الملجأ المتاح لهم الآن بالإضافة إلي ماليتشاد,وبالتالي سوف تكون هناك تحركات لتك الجماعات الإرهابية لاستهداف الأمن القومي المصري من خلال الحدود مع ليبيا والتي تمتد لمسافات طويلة تقترب من1300 كيلو متر وهو ما يصعب معه علي أي قوات في العالم تأمين تلك المساحات الشاسعة من الصحراء وهو ما يتطلب تكثيف التنسيق الدولي لمواجهة تلك التجمعات الإرهابية التي لا تهدد أمن مصر فقط بل باتت تهدد أمن واستقرار العالم كله, خاصة أن العمليات الإرهابية أصبحت موجودة في كل مكان سواء في أوروبا أو أمريكا أو آسيا أو إفريقيا.