أكد الدكتور سمير رضوان أن العدالة الاجتماعية مبنية علي مبادئ العدالة في توزيع الدخول والتضامن بين أفراد المجتمع وهذان المبدآن من أهم مبادئ حقوق الإنسان. وأشار رضوان في كلمته التي ألقاها أمس في المؤتمر السنوي لمنظمة العمل الدولية والمنعقد حاليا بمدينة جنيفالسويسرية حول علاقة السياسة المالية بالعدالة الاجتماعية إلي أن السياسة المالية لمصر حاليا تقوم علي مبدأ تمكين أفراد المجتمع من حرية الاختيار, وذلك من خلال ضمان تعليم جيد ومستوي مرتفع من الصحة, مشيرا إلي أن هذه المبادئ تعكسها برامج الموازنة العامة الجديدة حيث يركز الانفاق بالموازنة علي المواطن المصري وليس المؤسسات. وأشار إلي أن حجم الانفاق علي الصحة علي سبيل المثال ارتفع من20.3 مليار جنيه للعام الحالي إلي24.318 مليار جنيه في الموازنة الجديدة بنسبة نمو20%, أيضا ارتفع الانفاق علي التعليم من47 مليار جنيه العام الحالي إلي54.3 مليار جنيه بنسبة نمو16%, أيضا فان نصيب برامج الحماية الاجتماعية من مخصصات الموازنة ارتفع بنسبة34%, حيث قفزت من114 مليار جنيه العام الحالي إلي152.9 مليار جنيه للعام المالي الجديد. وأضاف انه من آليات تمكين المواطن المصري أيضا رفع مخصصات التدريب في الموازنة الجديدة بنحو1.5 مليار جنيه لتصل إلي ملياري جنيه وذلك لتمكين الشباب من الحصول علي تدريب جيد حتي يحصلوا علي فرص عمل ذات دخل كريم. وكذلك برنامج الإسكان منخفض التكاليف والذي رصدنا له10 مليارات جنيه في الموازنة. وأوضح أن من الآليات أيضا الاهتمام بتحفيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتي تعد من المشروعات كثيفة التشغيل حيث تم تخصيص احد البنوك العامة لتمويل تلك المشروعات, كما نعد حاليا حزمة تيسيرات جديدة لتأسيس تلك المشروعات مع تقديم حزمة من الخدمات المتكاملة لها لرفع تنافسيتها وقدراتها التسويقية والإنتاجية وعمليات تصميم المنتجات وغير ذلك من جوانب تمكن تلك المشروعات من المنافسة في الداخل والخارج. أيضا رفعنا حجم الانفاق علي الاستثمارات العامة من40 مليار جنيه إلي60 مليار جنيه بنسبة نمو39%, وسوف توجه تلك الاستثمارات لمشروعات البنية التحتية الأساسية والتي تحفز مشروعات القطاع الخاص, بالإضافة إلي طرح عددا من المشروعات لإقامتها بنظام الP.P.P. وأوضح انه في الفترة المقبلة سنواجه تحديات عديدة أهمها إعادة بناء الاقتصاد المصري علي الأسس الجديدة بحيث نمكن المواطنين من الحصول علي الخدمات العامة بجودة عالية وهو ما تحققه الموازنة العامة الجديدة عن طريق العدالة الاجتماعية في جانبي الانفاق والإيرادات والنمو المتوازن للاقتصاد. وأشار إلي أن من أهم برامج الموازنة الجديدة في هذا المجال رفع الحد الادني للأجور من425 جنيها إلي700 جنيه, وذلك لتحسين أوضاع العاملين وتحسين نسبة الحد الادني للأجور للناتج المحلي الإجمالي والتي تراجعت خلال الفترة من عام1984 إلي عام2007 بنحو60%, أما علي جانب الإيرادات العامة وأوضح الوزير أن مبدأ العدالة الاجتماعية يتمثل في استحداث ضريبة تصاعدية بنسبة25% علي أرباح الشركات ودخول الإفراد التي تزيد علي العشرة ملايين جنيه سنويا, مع تحريك سعر ضريبة المبيعات علي السجائر بنسبة زيادة10%. وقال الوزير إن ثمار نمو الاقتصاد المصري في السنوات الأخيرة لم يستفد بها المواطن البسيط لغياب مبادئ العدالة الاجتماعية, حيث ركزت السياسات المالية السابقة علي تمكين المؤسسات الكبري, حيث كان مناخ الأعمال لصالح كبار رجال الأعمال وعلي حساب المشروعات الصغيرة والمتوسطة, ولهذا فان من تلقوا تعليما جيدا ولديهم مهارات هم من التحقوا بالمؤسسات الكبري واستفادوا من ثمار النمو, أما الفقراء والذين لم يأخذوا حظا من التعليم فقد ارتفعت معدلات البطالة بينهم بصورة كبيرة. وقال انه بالرغم من أن متوسط معدلات الفقر قد انخفضت في السنوات الأخيرة إلا أن نسبة الفقراء في المجتمع المصري ارتفعت بنسبة20% بسبب ارتفاع معدلات التضخم, وارتفاع أسعار الأغذية. وأضاف انه مع التحولات الديمقراطية في مصر حاليا وحدوث ما يعرف بالصدمة الاقتصادية, فان كل المؤشرات الاقتصادية تباطأت بسبب انخفاض كل من الضرائب وإيرادات قناة السويس وتحويلات العاملين بالخارج والصادرات, وهو ما يهدد بحدوث فجوة تمويلية بالموازنة العامة ما بين9 إلي12 مليار دولار.