افتتحت, مساء أمس الجمعة, الدورة السابعة من مهرجان مالمو للسينما العربية بالمدينةالسويدية الجنوبية, ثالث أكبر مدن السويد وخامس أكبر مدن إسكندنافيا. أقيمت مراسم الافتتاح في حفلين منفصلين علي مرحلتين, وكأنهما افتتاحان للمهرجان الذي انطلق عام2011 واستطاع سريعا أن يصبح أكبر مهرجان للسينما العربية في أوروبا. بدأ الحفل الأول في الخامسة والنصف مساء بمسيرة لنجوم وضيوف المهرجان علي السجادة الحمراء اتجهت إلي داخل المقر القديم لبلدية مالمو, وهو مبني أثري عريق وشديد الرقي والجمال.. وبعد الترحيب بضيوفه, ألقي عمدة مالمو, كنت أندرسون, كلمة أوضح فيها أهمية المدينة في صناعة السينما السويدية, وأهمية المهرجان في تعريف الجمهور السويدي بالسينما العربية التي تعبر عن قطاع كبير من شعب السويد, خاصة من المهاجرين. وبعد الترحيب بالضيوف, دعاهم إلي حفل عشاء. كما ألقي مدير عام المهرجان, المخرج الفلسطيني محمد قبلاوي, كلمة بالعربية والسويدية أوضح فيها جديد المهرجان في دورته السابعة, وأبرزه إضافة مسابقة جديدة للأفلام الوثائقية القصيرة, ليرتفع عدد مسابقات المهرجان إلي أربعة, علما بأنه يقيم مسابقات للأفلام الروائية الطويلة, والأعمال الروائية القصيرة, والأفلام الوثائقية الطويلة.. كما أعلن استحداث جائزة جديدة باسم الجمهور تتكفل بها بلدية مالمو, وقيمتها25 ألف كرونا سويدية, أي حوالي2500 يورو. وفي الثامنة والنصف, انتقل الجميع إلي دار سينما رويال, التي توصف بأنها أكبر شاشة في شمال أوروبا, حيث بدأ حفل الافتتاح الثاني, وخلاله صعد قبلاوي علي المسرح ليعلن تكريم المخرج المصري يسري نصر الله بإهدائه درع المهرجان. ويتم تكريمه بالتعاون مع جامعة مالمو, التي يلقي فيها محاضرة بعد غد الاثنين, يسبقها عرض لفيلمه بعد الموقعة(2012), الذي تنافس علي السعفة الذهبية في الدورة ال65 لمهرجان كان السينمائي في نفس العام.. كما تشمل الندوة, التي تعقد في مبني نياجارا بالجامعة ويديرها الناقد السينمائي أحمد شوقي, صاحب كتاب يسري نصر الله.. محاورات, حديثا مع المخرج عن أعماله, وخلفيته, ولغته السينمائية. واستكملت مراسم الافتتاح بتقديم أعضاء لجنتي التحكيم الرئيسيتين: لجنة الأفلام الطويلة, التي تتولي تحكيم الأعمال الروائية والوثائقية من هذه الفئة, والمكونة من المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي, والممثلة الأردنية صبا مبارك, والسيناريست المصري سيد فؤاد, الذي حل بديلا للمنتجة التونسية درة بوشوشة التي اعتذرت في آخر لحظة, ولجنة الأفلام القصيرة, التي تتولي بدورها تحكيم الأعمال الروائية والتسجيلية من هذه الفئة, وتتكون من الناقد الكويتي عبد الستار ناجي, والمخرجة والمنتجة اللبنانية ديالا قشمر, والناقد المصري طارق الشناوي. واختتم الحفل بتقديم صناع وأبطال الفيلم الروائي الطويل علي كف عفريت, للمخرجة التونسية كوثر بن هنية, ثم تم عرض الفيلم الذي كان عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة نظرة ما بمهرجان كان السينمائي في دورته الأخيرة. وتسلط قصة العمل, المستوحاة من أحداث حقيقية, الضوء علي قضايا النساء في تونس, وتدور حول الطالبة التونسية الشابة مريم, التي تتعرض للاغتصاب من قبل ثلاثة رجال شرطة أثناء وجودها في ناد ليلي, وعلي الرغم من الصدمة والألم الذي تعانيه إلا أنها تصر أن تلجأ للعدالة وتقديم شكوي بالحادثة. وكانت عملية إنتاج الفيلم, الذي ينافس أيضا في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة, قد بدأت في السوق السينمائية لمهرجان مالمو, والتي منحته فرصة العمل مع منتج سويدي مشارك, ومع فنيين سويديين, مما يجعله أول إنتاج تونسي سويدي مشترك. وأعقب العرض لقاء مع مخرجة الفيلم بن هنية والممثلة الرئيسية فيه مريم الفرجاني وعدد من صناعه ومنتجيه.