أكد اللواء طيار هشام الحلبي, الأستاذ بأكاديمية ناصر العسكرية, أن مصر حاربت في أكتوبر1973 لاستعادة الأرض وتحارب الآن الإرهاب المتمثل في حروب الجيل الرابع والتي تهدف الي إضعاف الدولة وإفشالها من أجل سيطرة العدو عليها. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها مركز إعلام جنوبسيناء أمس تحت رعاية اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء بحضور اللواء صبري الجمال مدير أمن جنوبسيناء واللواء محمود عيسي سكرتير عام المحافظة والعميد أ.ح. أحمد مهدي مندوب القوات المسلحة وأدارها عبد الحميد عزب مدير المركز. وأوضح حلبي أن الحروب تنقسم إلي4 أجيال: الأول, ويرجع لعام1648 م وهي حروب تقليدية بين دولتين وجيشين نظاميين وعلي أرض محدودة ومواجهات مباشرة. فيما بدأ الجيل الثاني في الجيش الفرنسي قبل وبعد الحرب العالمية الأولي ويعتمد علي الاستخدام المكثف للنيران دبابات وطائرات. بينما ظهر الجيل الثالث في الجيش الألماني في الحرب العالمية الثانية وكان فيها مدي الطائرات أكبر ومدي النيران أبعد وتتميز بالمرونة والسرعة في الحركة والحرب وراء خطوط العدو والحروب الاستباقية والوقائية. أما الجيل الرابع فبدأ عام1989 م والتي عرفها البروفيسير ماكس مانوارينج الأستاذ بالأكاديمية العسكرية الأمريكية بأنها حرب لإفشال الدولة وزعزعة الاستقرار ثم فرض أمر واقع جديد يحقق مصالح العدو وهدفها القطاع المدني وليس القوات المسلحة وذلك بدلا من استخدام الأسلحة التقليدية باهظة الثمن حيث إن تكلفة القنابل الذاتية التوجيه تبلغ2 مليون دولار للواحدة. وأشار إلي أن حروب الجيل الرابع تعتمد علي التقدم التكنولوجي ولا تستخدم فيها الأسلحة التقليدية بل الذهنية, مشيرا إلي أن أساليبها تعتمد علي استخدام الإرهاب والتمويل المباشر لإنشاء قاعدة إرهابية داخل الدولة تنفذ عمليات بها. ويؤكد الحلبي أنه رغم خطورة هذا النوع من أجيال الحروب لاستخدامه إستراتيجية هدم الدولة المستهدفة من الداخل, فإن مواجهته ليست مستحيلة, فمواطنو الدولة المستهدفة هم المكون الداخلي الذي سينفذ بنفسه الجزء الأكبر من هدم الدولة, مشيرا إلي أنهم يجب أن يعوا ذلك, محذرا من أنهم إذا لم يفطنوا لهذا الشكل الجديد من أشكال الصراع وأدواته وأساليبه وطبيعته, والذي يختلف كليا عن أجيال الحروب السابقة فسوف تهدم الدولة. ويؤكد الحلبي أن الأسلوب الأمثل للمواجهة هو اليقظة والوعي والتحليل العلمي للأحداث الداخلية والإقليمية والدولية من خلال مؤسسات قوية ومتخصصة وهو صمام الأمان لأي دولة تريد المحافظة علي أمنها القومي, بالإضافة إلي احترام الاختلافات في الدين والعرق وحل الخلافات بأسلوب راق ومتزن وعادل حتي لا تستيقظ الدولة المستهدفة فتجد نفسها تلفظ أنفاسها الأخيرة. وقال اللواء خالد فودة, محافظ جنوبسيناء: إننا نحتفل بذكري انتصارات أكتوبر وعودة سيناء إلي أحضان الوطن الأم تلك الحرب التي ردت لنا كرامتنا بل وأعادت لكل العرب كرامتهم ونفتخر بما حققته القوات المسلحة, مشيرا إلي أنه يجب أن نعلم أبناءنا أن المصريين يقهرون المستحيل.