ربما كان الناس في الماضي يتقبلون أن يقدم شاب أو فتاة علي الانتحار بسبب هجر الحبيب أو سطوة الأهل لمنعه أو منعها من الاقتران بشخص آخر, فقد كانت الرومانسية منتشرة في الأفلام والمسرح وبين دفات الروايات. ورغم أن الانتحار لم يختف, لكن أسبابه اختلفت في الوقت الحاضر ولم نعد نري كثيرا إقبال الشباب أو الفتيات علي الانتحار حزنا علي فراق أو هجر حبيب. كانت قرية الزوك الشرقية علي موعد مع الانتحار, فقد اهتزت القرية. كان هاني قد تعلق بفتاة وخطبها وأصبح لا يتصور الحياة بدونها, وبعد الخطوبة اتسعت الفجوة بينهما وزادت الخلافات فقد كانت الفتاة غير مقتنعة به. فسخت الخطوبة فقد كانت وأسرتها مصرتين, واستجاب هاني في نهاية الأمر رغم أن الحزن كان يقتلع قلبه, ولم تدرك أسرة هاني حجم المأساة التي يعيشها معتبرين أن ذلك أمر طارئ سيزول مع الأيام فلم يحاولوا التخفيف عنه. أحس هاني أن حياته أصبحت بلا قيمة أو هدف يسعي إلي تحقيقه, ففكر في التخلص منها, فقد شعر بالخذلان من الجميع أو هكذا سولت له نفسه. كان اللواء عمر عبد العال مساعد وزير الداخلية مدير امن سوهاج قد تلقي إخطارا من مأمور مركز شرطة المنشاه يفيد تلقيه بلاغا من منير58 سنة موظف ويقيم بقرية الزوك الشرقية بشأن قيام ابنه هاني25 سنة مزارع بشنق نفسه بمنزله لمروره بحالة نفسية سيئة بسبب فسخ خطبته من احدي الفتيات بالقرية. تم تشكيل فريق بحث ضم العميد محمود حسن رئيس مباحث المديرية بإشراف اللواء خالد الشاذلي مدير إدارة البحث لكشف ملابسات الواقعة, وبالفحص تبين وجود جثة المذكور ملقاة علي الأرض بإحدي غرف المنزل يوجد بها حبل ملفوف حول رقبته ولا توجد ثمة إصابات ظاهرية. تم نقل الجثة لمشرحة المستشفي المركزي واخطرت النيابة لمباشرة التحقيق.