بفضل حنكتها وذكائها المعهود تمكنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والتي تحب أن يناديها أهلها ب أنجي من اختراق صفوف الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي, وحصدت33% من الأصوات بينما حصد الإتحاد الاشتراكي الديمقراطي علي أكثر من21 في المائة حسب النتائج غير الرسمية, وجاء حزب البديل في المركز الثالث بنسبة133% من أصوات الناخبين. ويري مراقبون أن حزب البديل من أجل ألمانيا وجد فرصة جيدة في هذه الانتخابات مع ارتفاع عدد طالبي اللجوء وانتشار أزمة اللاجئين, فعمل علي استغلال الإسلاموفوبيا لجذب المزيد من الأصوات, وتزداد لهجة الحزب في هذا الاتجاه عداء كل يوم. وعلمت وكالة الأنباء الألمانية( د.ب.أ) ومجلة فوكوس أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا أيد بالإجماع العودة إلي صفوف المعارضة, وذلك عقب السقوط التاريخي للحزب في الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس. وحصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي علي أسوأ نتيجة له, كما أظهرت النتيجة حصول حزب البديل من أجل ألمانيا علي نسبة تألفت من رقمين ليصبح ثالث أقوي حزب في ألمانيا, كما أوضحت النتائج أن الحزب الديمقراطي الحر تمكن من العودة مرة أخري إلي البرلمان. ووعد حزب البديل لألمانيا اليميني القومي المناهض للمهاجرين ب تغيير هذا البلد بعدما حقق اختراقا تاريخيا في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس, مما دفع الكسندر جولاند والذي شارك في تزعم قائمة الحزب الذي فاز بما بين13 و5,13% من الأصوات, إلي تأكيد انه سيغير هذا البلد وسيطارد السيدة ميركل. وسنستعيد بلادنا. ويري فولكر كاودر, زعيم الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي بقيادة المستشارة ميركل, أن من حق تحالفه تشكيل الحكومة الألمانية المقبلة. وأقرت ميركل بأنها كانت تتوقع الحصول علي نتائج أفضل, كما اعتبرت أن دخول القوميين المتشددين البرلمان يعتبر تحديا جديدا. وتتسلم ميركل المستشارية للمرة الرابعة وتشكيل الحكومة الجديدة مع شركاء آخرين غير الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي سارع إلي التأكيد بعد صدور هذه النتائج الأولية, انه قرر الانتقال إلي المعارضة بعد أن حكم مع ميركل خلال السنوات الأربع الماضية. و من المرجح ان تسعي ميركل الي التحالف مع الحزب الليبرالي الديمقراطي ومع حزب الخضر لتشكيل أكثرية, إلا أن النتيجة التاريخية التي حققها حزب البديل الشعبوي المتشدد, عكرت كثيرا علي ميركل وعلي المحافظين فرحتهم بالبقاء في السلطة. وهي المرة الاولي التي يدخل فيها هذا الحزب إلي البرلمان وهو معروف بمواقفه المناهضة للهجرة وللإسلام وللاتحاد الأوروبي. وبعدما فشل في دخول مجلس النواب خلال الانتخابات الاخيرة عام2013, فانه اليوم يتفوق علي اليسار الراديكالي( دي لينكي9%) وعلي الليبراليين( نحو10%) وعلي الخضر( نحو9%). وفي الوقت الذي كانت فيه المستشارة ميركل تركز في حملتها الانتخابية علي ضرورة الحفاظ علي الازدهار الاقتصادي الذي تنعم فيه البلاد, كان حزب البديل لألمانيا يشن عليها الهجمات العنيفة, ويشيد بسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانعزالية, وبتصويت البريطانيين الي جانب بريكست.