أكد وزير الخارجية سامح شكري, أنه ليس من المقبول استمرار انعدام التوازن في الالتزامات في المجال النووي بين الدول العربية من جانب وإسرائيل من جانب آخر. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الوزير سامح شكري مساء أمس, خلال الدورة الأولي للاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي الياباني المنعقد حاليا بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية. وأشار وزير الخارجية سامح شكري في كلمته إلي أن العالم يعاني الآن من سيولة في الأوضاع السياسية والاجتماعية, ويتعرض مبدأ الدولة الوطنية الذي أرسته معاهدة وستفاليا لعام1648 لتحديات جسام تهدد تماسك الدول وتؤثر علي الاستقرار ومن ثم الأمن الدولي. وأضاف أن ما تموج به المنطقة العربية من أزمات يستدعي منا دائما التأكيد علي وجهة النظر العربية إزاء تلك الأزمات وكيفية حلها, وتأتي في هذا الصدد قضية العرب الأولي وهي القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي, ذلك الصراع الذي أدخل المنطقة منذ عام1948 في دوامة من عدم الاستقرار والتوتر ما زالت تعاني منه حتي الآن. وشدد علي أن العالم العربي يتمسك برؤيته المشتركة لحل الصراع العربي الإسرائيلي وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة, ومبدأ الأرض مقابل السلام, وحل القضية الفلسطينية وفق رؤية الحل المبني علي قيام دولتين تعيشان جنبا إلي جنب في سلام وأمان. وتعد المبادرة العربية للسلام لعام2002, والتي جسدت بشكل واضح خيار العرب الإستراتيجي للسلام, خير دليل علي تمسك العرب بالحل السلمي للصراع العربي الإسرائيلي من أجل تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. وأوضح وزير الخارجية أن ما تشهده المنطقة من أزمات في سوريا وليبيا واليمن يدفعنا جميعا إلي تبني مواقف موحدة إزاء تلك الأزمات ترتكز علي أهمية الحفاظ علي الدولة الوطنية كأساس لأي حل, وتبني الحوار كآلية لحل الخلافات والنزاعات بما يكفل استقرار الإقليم لصالح الشعوب والاستقرار العالمي والإقليمي. وأضاف شكري أنه علي صعيد الحرب علي الإرهاب, فلقد بات من الضروري تبني المجتمع الدولي إستراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب لا تقف عند حدود المواجهات العسكرية والتعاون الأمني فيما بين الدول وإنما تمتد لتشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والتنموية. ويهمني في هذا الصدد التأكيد أن الإرهاب لا يقتصر علي دين أو عرق أو ثقافة بعينها, فقد طالت أياديه الغاشمة الآلاف من الأبرياء في العالم, الأمر الذي يستوجب منا جميعا التكاتف لمكافحته وتجفيف مصادر تمويله. وأكد الوزير سامح شكري أن التزام مصر بنزع السلاح النووي ومبادئ معاهدة عدم الانتشار النووي ثابت علي مدار العقود الماضية, وتحتل تلك القضية أولوية قصوي للسياسة الخارجية المصرية علي ضوء الإيمان الراسخ بأن إزالة الأسلحة النووية تتطلب عملا دوليا مشتركا, وليس من هو أدري من اليابان بأهمية تلك القضية حيث عاني شعبها بشاعة الدمار, ومرارة الآثار الأليمة التي تسببها تلك الأسلحة علي كل ما طالته من بشر وحجر.