في تصعيد جديد للأزمة في شبه الجزيرة الكورية, أجرت كوريا الشمالية, أمس, اختبارا بنجاح كامل لقنبلة هيدروجينية مجهزة للتحميل علي صاروخ باليستي عابر للقارات, الأمر الذي يسلط الضوء من جديد علي هذا السلاح الأكثر فتكا والأخطر علي وجه الأرض, وهو ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الي التأكيد علي أن كوريا الشمالية لاتزال تقوم بممارسات استفزازية ضد امريكا وهو ما يجعل كل الخيارات متاحة, مشيرا الي أنها أصبحت أكثر خطرا وإحراجا للصين التي تحاول المساعدة دون نجاح يذكر. وقد أثارت كوريا الشمالية في يناير2016 الكثير من الجدل في الساحة السياسية العالمية, عندما أعلنت عن امتلاكها قنبلة هيدروجينية, مما أنعش مخاوف عالمية بشأن خطورة هذا السلاح. وتصنع القنبلة الهيدروجينية استنادا إلي تفاعلات كيماوية معقدة, تعتمد في الأساس علي تحفيز الاندماج النووي بين نظائر كيماوية لعنصر الهيدروجين. وتعرف باسم القنبلة الاندماجية أو القنبلة الحرارية. وينتج الاندماج النووي طاقة وحرارة تفوق بمراحل الطاقة الناجمة عن الانشطار النووي, أساس صنع القنابل النووية العادية, مما يجعل تجربتها خطرا علي الدول المجربة نفسها. وتقدر القوة التدميرية للقنبلة الهيدروجينية بنحو ألفي ضعف القنبلتين النوويتين اللتين ألقيتا علي هيروشيما وناجازاكي في اليابان, إبان الحرب العالمية الثانية. مما يعني أن استخدام هذه القنبلة في أي مكان كفيل بتحويله إلي جحيم. وقد سبق بيونجيانج إلي مثل هذه التجربة, الولاياتالمتحدةالأمريكية, حيث أجرت عام1952 أول تجربة من نوعها لأول تفجير حراري نووي تحت اسم القنبلة الهيدروجينية. ونجح الاتحاد السوفيتي السابق في تفجير أول قنبلة هيدروجينية في12 أغسطس1953, غير أن الأمريكيين, فجروا في الأول من مارس1954 قنبلة جديدة من هذا النوع. وفي عام1957, أعلنت بريطانيا أنها قامت بتفجير أول قنبلة هيدروجينية ضمن جزء من سلسلة من التجارب النووية في المحيط الهادي, وفجر الاتحاد السوفيتي عام1961, أقوي قنبلة عرفتها البشرية, وحملت اسم القيصر, إذ بلغت قوتها التفجيرية نحو58 ميجا طن. وكانت قوتها أشد من قنبلة هيروشيما بثلاثة آلاف مرة. وفي عام1966 أعلنت الولاياتالمتحدة أنها وجدت قنبلة هيدروجينية كانت قواتها الجوية قد فقدتها في الساحل الإسباني, حيث استقرت في البحر علي عمق840 مترا, مؤكدة أنها كانت سليمة ولم تتسبب في أي تلوث نووي. من جانبها, أعلنت فرنسا عام1968, أنها باتت قوة نووية خامسة, بعد أن فجرت باريس قنبلتها النووية الحرارية في جزيرة فانجاتوفا في المحيط الهادي, وعادلت قوتها170 ضعفا قوة القنبلة التي ألقيت علي هيروشيما.