قالت الفنانة السينمائية ياسمين رئيس إنها تشاهد أم كلثوم وتستمع إلي أغانيها منذ الصغر ولم تكن تتخيل أن يأتي اليوم الذي تقوم فيه بأداء شخصيتها في فيلم سينمائي ولمخرجة إيرانية فهي أيقونة يعشقها الشرق الأوسط كله. وأضافت رئيس خلال المناقشة القصيرة التي عقدت عقب عرض فيلم البحث عن أم كلثوم ضمن برنامج أيام فينسيا في مهرجان فينسيا السينمائي الدولي, أنها شعرت بالخوف والقلق عندما عرض عليها الدور وكانت تخشي من أداء الشخصية في فيلم من إنتاج إيراني أمريكي خوفا من ردود الأفعال العربية علي هذا الفيلم, خوفا من أن يقدمها بصورة لا تلائم تاريخها وتغضب العرب, لكنها اطمأنت للأمر في النهاية بعد الاجتماع بفريق العمل وتأكيدهم علي أن ما يقدم في الفيلم هو وجهة نظر المخرجة أو البطلة التي تقوم بدور المخرجة في الفيلم ميترا وليس رصدا لتاريخ أم كلثوم. وقالت المخرجة الإيرانية شيرين نيشات إن لديها هوسا بعالم المرأة ودورها في المجالات المختلفة ولديها هوس أيضا بعالم الموسيقي وأم كلثوم تجمع بين الاثنين فهي تعتبر أهم فنانة في الشرق الأوسط في القرن العشرين, وهي أيضا امرأة غير عادية أحبها الجميع رجالا ونساء, لذلك كانت تثير فضولها دائما وتهتم بالبحث عنها, وبدأ هذا الفضول يشغلها أكثر عندما بدأت في الربط بين أم كلثوم وبين شخصيتها كامرأة إيرانية جاءت من الشرق الأوسط, وتعمل بالإخراج السينمائي وتواجه تحديات قريبة مما واجهته أم كلثوم, مضيفة أنها جعلت أم كلثوم طريقها لتقديم قصة شخصية عن المرأة في هذا الجزء من العالم, وأزمة المرأة الشرق أوسطية ومحاولاتها المواءمة بين شغفها بالعمل والسعي وراء النجاح ودورها في الحياة كأم ترعي أبناءها, فقد تخلت أم كلثوم عن هذا الجانب الشخصي من حياتها ولم يشغل سوي حيز صغير وظلت طوال الوقت شخصية عامة. وأكدت شيرين أنها تجد تشابها وترابطا كبيرا بين حياتها وحياة أم كلثوم, حاولت استكشافه في الفيلم فقد كانت امرأة قوية تعمل بين الرجال وهي صاحبة السطوة العليا بينهم, وهي أيضا بحكم كونها مخرجة تعمل بين الرجال وعليها أن تفرض سيطرتها. وقالت نيدا رحمانين التي قامت في الفيلم بدور ميترا: المخرجة الإيرانية تسعي لتقديم فيلم عن أم كلثوم, وأنها تتعجب من التساؤلات التي يطرحها البعض عن السبب الذي من الممكن أن يجعل مخرجة إيرانية مثل ميترا بطلة الفيلم أو المخرجة الأصلية شيرين نيشات التي تجسدها ميترا تقوم بتقديم فيلم عن فنانة مصرية مثل أم كلثوم, مشيرة إلي أن أم كلثوم كانت أيقونة أيضا في الثقافة الإيرانية تربي علي صوتها الجميع وهي ملك للشرق الأوسط كله, مؤكدة أنها كانت شخصية قوية وقائدة وهذه القوة هي التي عبرت بها الحدود وجعلت منها فنانة عالمية يعشقها الجميع, لهذا لا يجب أن يقال مصر وإيران ولا يحتاج صناع الفيلم الإيرانيون لأن يكونوا مصريين حتي يمكنهم التحدث عن أم كلثوم لأنها تخطت حدود بلدها. وأضافت أن فيلم البحث عن أم كلثوم هو تجربة إيرانية أمريكية عن فنانة مصرية عظيمة وتم تصويره في المغرب وبمساعدة لبنانية وأبطال من جنسيات مختلفة من المغرب وإيران ومصر. علي جانب آخر استقبل مهرجان فينسيا السينمائي الدولي مساء أمس النجم مات ديمون للمرة الثانية علي السجادة الحمراء في الدورة74 بفيلم سبوربكان الذي قام بإخراجه صديقه النجم جورج كلوني والنجمة جوليان مور ويقدم قضية العنصرية في أمريكا بنظرة مختلفة وذكية لاقت إعجاب جمهور المهرجان. وقال كلوني خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس عقب عرض الفيلم في المسابقة الرسمية للمهرجان, إن الفيلم اعتمد علي حادثة حقيقية وقعت في ترانسلفانيا بسبب العنصرية وأحداث عنف ضد الأمريكان من أصول إفريقية, وأراد هو والأخوان كوين كتاب السيناريو تقديمها بشكل مختلف ومن هنا جاءت فكرة سبوربكان التي تعبر عن المدن المثالية الصغيرة التي تسعي العائلات الأمريكية المتوسطة للحياة فيها وتمثل من الخارج الصورة الأمريكية الجميلة لأصحاب البشرة البيضاء, ويقوم من خلالها برفع الستار عن المشاكل الحقيقية خلف هذا السطح الجميل من خلال عائلة مايرز الإفريقية المسالمة التي يلقي كل من في البلدة بالاتهامات عليها وكأنها السبب في كل المشاكل بينما لا أحد يلتفت للمنزل المقابل الذي تسكنه عائلة لودج مات ديمون, وقيامه بقتل زوجته للحصول علي مبلغ التأمين والزواج من شقيقتها ويقوم بسلسلة جرائم في سبيل تحقيق ذلك كادت أن تصل به لقتل ابنه الوحيد. وأضاف أن مشاكل العنصرية في أمريكا لا تنتهي لهذا أراد من خلال هذا الفيلم التأكيد علي أن الأنظار موجهة دائما في الاتجاه الخاطئ بإلقاء اللوم دائما علي الأفارقة أو الأقليات بشكل عام, دون النظر لنماذج مثل هذه العائلة المجنونة التي يمثلها مات ديمون وجوليان مور وقرر تقديمها في مواجهة عائلة مايرز التي تحافظ علي كونها مسالمة أمام كم العنف الموجه ضدها من مجتمع من المفترض أنه يبدو من الخارج نموذجيا ومسالما. وعلق مات ديمون علي ذلك بقوله إن كل من في البلد ذهب لمهاجمة عائلة مايرز لإجبارهم علي المغادرة واتهموهم بالتسبب في كل ما يحدث في البلدة من مشاكل ولم يلتفت أحد ولو مرة واحدة لهذا الجار المجنون الذي يتجول في الشارع وهو مغطي تماما بالدماء ويقتل رجلا في ساحة منزله بينما الجميع يوجهون عنفهم واتهاماتهم لهذه العائلة الإفريقية التي لم تفعل أي شيء, مؤكدا استمتاعه بأداء هذا الدور مع كلوني الذي يعتبره واحدا من أفضل مخرجي السينما في العالم. وأكد كلوني علي أنه شخص متفائل ولديه أمل دائما في الجيل القادم لهذا قرر إنهاء الفيلم بلعب الطفلين ابن عائلة مايرز وابن القاتل, في ساحة المنزل بالبايسبول بعد أن ينتهي كل شيء ويموت الأب القاتل بالسم الذي حاولت الخالة قتل الطفل به, علي أمل أن تكون العلاقة الصحية بين الطفلين بداية جديدة.