الدين الإسلامي دين يسر لا دين عسر, دين ييسر علي أتباعه لا يشق عليهم, دين يخاطب الفطرة الإنسانية التي تحتاج إلي الترويح, خاصة بعد الاجتهاد والتعب, والأعياد في الإسلام تأتي بعد عبادة الله عز وجل, فعيد الفطر يأتي بعد الصيام والقيام والزكاة, وعيد الأضحي عيد الفداء يأتي بعد عبادة الحج فهذه الأعياد جائزة من الله لعباده المؤمنين فيوم الأضحي هو يوم التضحية والفداء, ولنا في نبي الله إسماعيل عليه السلام أسوة وقدوة عندما قدم عنقه طاعة وامتثالا لأمر الله, حينما قال له أبوه بعد أن بلغ معه السعي, أي أصبح يعمل ويرجي من ورائه الخير للأسرة, قال يا بني إني أري في المنام أني أذبحك فانظر ماذا تري قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين( الصافات آية102), فهذا الشاب حينما عرض عليه أبوه هذه الرؤيا, ورؤيا الأنبياء وحي, إني أري في المنام أني أذبحك لم يتردد ولم يتلكأ, وقال في ثقة المؤمن وإيمان الواثق: يا أبت افعل ما تؤمر ثم لم يدع أن هذا نوع من البطولة والشجاعة, ولكن قال:ستجدني إن شاء الله من الصابرين. عزم سيدنا إبراهيم, عليه السلام علي ذبح ابنه انقيادا لأمر الله, عز وجل, لكن السكين لم تقطع, بإرادة الله عز وجل, وفداه الله بكبش عظيم, وأصبح إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام نموذجا يحتذي به في الطاعة والتسليم المطلق لأمر الله, وأصبحت الأضحية من السنن المؤكدة شكرا لله تعالي, وإحياء لسنة سيدنا إبراهيم عليه السلام, وتعظيما لشعائر الله سبحانه, حيث قال تعالي: ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب( الحج آية32), وقال: لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوي( الحج آية37). ولقد شرع الإسلام في هذه الأيام إدخال البهجة والسرور علي الأهل والأولاد, ولكن لابد وأن يكون ذلك بالضوابط الشرعية التي أرشدنا إليها ديننا الحنيف بعيدا عما يغضب الله تبارك وتعالي, فعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل أبو بكر, وعندي جاريتان من الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث, قالت: وليست بمغنيتين. فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله, صلي الله عليه وسلم؟ وذلك في يوم عيد, فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: يا أبا بكر, إن لكل قوم عيدا, وهذا عيدنا.( رواه البخاري). ويستحب الإنفاق والتوسعة علي الأهل والأبناء والأقارب في هذا اليوم, وإدخال الفرحة والسرور عليهم, لذلك نهي رسول الله, صلي الله عليه وسلم, عن صيام يوم النحر وأيام التشريق, وهي اليوم العاشر من ذي الحجة والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر, إذ هي أيام فرح ومرح وسرور وأكل وشرب, ففي الصحيحين عن أبي سعيد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه نهي عن صوم يومين يوم الفطر ويوم النحر, وعن نبيشة الهذلي, رضي الله عنه, قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله( رواه مسلم).