تقدم لها رجل يعمل بوظيفة مرموقة بإحدي شركات القطاع العام فوافقت أسرتها, فوالدها كان يعد لهذا اليوم فلم يبخل علي الإطلاق في تلبية جميع مطالبها. فرحت جورجينا من قلبها وعاشت حياة طبيعية معه وأنجبت منه طفلين وفجأة تبدلت أحوالها وأصبحت تحلم بأن تكون سيدة أعمال لديها مشروعات اقتصادية. تحدثت مع زوجها وصارحته بما يدور في ذهنها وأخبرها أنه لا بد من توافر مبالغ مادية كبيرة لكي تحقق هدفها فأقنعته بمنحها تحويشة عمره لتوظيفها في شراء السيارات المستعملة الواردة من الخارج ونظرا لمعرفتها بأحد الأشخاص الذي يمتلك علاقات قوية بالمستوردين وعدها بتلبية مطلبها باحتراف هذا المجال وبدأت تدعو جيرانها ميسوري الحال للتعامل معها ووعدتهم بأرباح لا تقل نسبتها عن25% من أصل المبلغ شهريا ورحب الكثير بتوجهها الذي اعتبروه ملائما لزيادة مدخراتهم وسلموها ما بحوزتهم من أموال وانتظروا نتاج عائده لفترات طويلة. تأخرت الأرباح الموعودة فذهب أصحابها إليها يراجعونها في سبب تأخر صرف حصصهم حسب الاتفاق فظلت تتهرب منهم وتخبرهم بضرورة الصبر عليها حتي تستطيع جلب المزيد من السيارات لترويجها في الأسواق وبعد فترة قاموا بمراجعتها مرة أخري وشعروا أن جورجينا تراوغهم ولا تفي بالمواعيد التي قطعتها علي نفسها وحذروها باتخاذ الإجراءات القانونية ضدها في حالة استمرار تجاهل نداءاتهم المتكررة برد أموالهم إلا أنها تركتهم يبحثون عن السراب. دبت بينها وبين زوجها الخلافات بسبب هذه المشكلة وتركت له المنزل وراحت تسكن مع والدها بعد أن غيرت محل إقامتها ونظرا لخطورتها وضعتها مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب استهدافهم ونجح رجال مباحث الإسماعيلية بعد مجهودات مضنية من البحث والتحري في إلقاء القبض عليها واعترفت بالحصول علي الأموال من ضحاياها وبينهم شريك حياتها الذي قدم بلاغا ضدها بالنصب والاحتيال عليه وأبدت استعدادها لرد المبالغ إذا حصلت علي الإفراج وتحرر المحضر اللازم لها وتولت النيابة التحقيق. وكان اللواء محمد علي شحاتة مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء أحمد عبد العزيز مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة ودراسة المعلومات الواردة بشأن قيام إحدي السيدات بالنصب علي عدد كبير من المواطنين بحجة توظيفها في تجارة السيارات المستعملة. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد مدحت منتصر رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد أسامة طنطاوي رئيس مباحث الأموال العامة ووكيله الرائد محمد فاروق ودلت التحريات أن المدعوة جورجينا39 سنة-ربة منزل تسكن في عرايشية مصر ليست لها معلومات جنائية اتخذت من عملية تسويق وبيع السيارات المستعملة الوردة من الخارج ستارا للنصب والاحتيال علي زبائنها وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبطها تم ضبطها واعترفت بالحصول علي دفعات مالية من ضحاياها بغرض توظيفها وتحرر المحضر اللازم لها وبإحالتها إلي محمد النحاس رئيس نيابة ثان وثالث أمر بحبسها أربعة أيام علي ذمة التحقيق.