عاشت إيمان وسط عائلة عريقة أحسن والداها تربيتها مع أشقائها لكن الظروف المحيطة بها أدت لتوقف تعليمها عند الثانوية العامة وجلست في منزلها سنوات تنتظر ابن الحلال حتي تقدم لها أحد الأشخاص ورحبت العائلة به ووجدت فيه الرجل القادر علي أن يحسن عشرتها ويوفر لها احتياجاتها المعيشية ويؤمن مستقبلها والتقي فكرها مع زوجها في ضرورة البحث عن مشروع تنموي صغير يدر عليهما ربحا ماديا يساعدهما علي رفع مستواهما المعيشي انتظارا لقدوم المولود السعيد. وبدأت إيمان تبحث عن محل تجاري تبيع من خلاله الأدوات المنزلية حتي نجحت في العثور عليه ووضعت داخله البضاعة المحلية والمستوردة التي تهم المستهلك وانتظرت انتعاش تجارتها إلا أن الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد حالت دون رواجها وقتها لعب الشيطان في رأسها وفكرت في إقناع بعض زبائنها بتشغيل أموالهم مقابل منحهم نسبة من الربح المادي لا تقل عن25% من أصل المبلغ شهريا ورحب الكثيرون بتوجهها الذي اعتبروه ملائما لزيادة مدخراتهم المادية ومنحوها تحويشة العمر وانتظروا العائد المالي لفترات طويلة وعندما ذهبوا إليها لمراجعتها عن سبب تأخر صرف حصتهم المالية ظلت تتهرب منهم وتخبرهم ضرورة الصبر عليها حتي تستطيع جلب المزيد من الأدوات المنزلية وترويجها بنظام الجملة. وبعد فترة قاموا بمراجعتها وشعر أصحاب المال أن إيمان تراوغهم ولا تفي بالمواعيد التي قطعتها علي نفسها وحذروها باتخاذ الإجراءات القانونية حيالها في حالة الاستمرار لتجاهل نداءاتهم المتكررة برد أموالهم إلا أنها تركتهم والمجهول وغيرت محل إقامتها ونظرا لخطورتها وضعتها مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب استهدافهما ونجح رجال مباحث الإسماعيلية بعد البحث والتحري من إلقاء القبض عليها واعترفت بالحصول علي الأموال من ضحاياها وأبدت استعدادها لردها وتحرر المحضر اللازم لها وتولت النيابة التحقيق. وكان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية عقد اجتماعا مع اللواء محمود خليل مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة ودراسة المعلومات الواردة لهما بشأن قيام أشخاص معدومي الضمير بالنصب والاحتيال علي المواطنين وسلب أموالهم بحجة إقامة مشروعات اقتصادية ومنحهم أرباحا مادية كبيرة الهدف منها إغراؤهم للتعامل معهم ثم يلوذوا هاربين لجهات غير معلومة. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد إيهاب مصطفي رئيس مباحث الأموال العامة والمقدم أحمد محيي رئيس العمليات ودلت التحريات أن المدعوة إيمان31 سنة-حاصلة علي الثانوية العامة تسكن في حي الشيخ زايد سبق اتهامها في المحضر رقم983 لسنة2016 جنح قسم ثالث بتهمة نصب, تمتلك محلا للأدوات المنزلية اتخذته ستارا للنصب والاحتيال علي زبائنها بعد إيهامهم علي غير الحقيقة قدرتها علي توظيف أموالهم في تجارتها مقابل أرباح شهرية كبيرة يصل هامشها لربع المبلغ المودع لديها. وأضافت التحريات أن المتهمة ذاع صيتها في محيط محل إقامتها وتوافد عليها أعداد ليست بالقليلة من الراغبين في زيادة أموالهم منهم الموظف والتاجر والمحاسب وغيرهم من فئات المجتمع المختلفة الذين يمتلكوا سيولة مادية ويفضلون المقامرة بتشغيلها لدي أشخاص غير موثوق فيهم بدلا من وضعها في البنوك الأكثر أمنا وأشارت التحريات إلي أن إيمان لم تف بالوعود التي قطعتها علي نفسها للمجني عليهم تسليمهم حصصهم المادية التي اتفقت علي مضاعفتها بل تهربت منهم لرد أصل المال الأمر الذي أصابهم بالحسرة علي ضياع مدخراتهم التي كافحوا من أجل جمعها بعرقهم وجهدهم لدرجة أن البعض منهم أصيب بالأمراض وآخرين وقعت لديهم مشكلات أسرية في محيط عائلاتهم وبات الأزواج مهددين بالانفصال بين بعضهم البعض بسببها وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبطها وأعد رئيس مباحث الأموال العامة خطة أمنية محكمة لاستهدافها بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر وصلت معلومة عن وجودها مختبئة في أحد الأماكن بعيدا عن أعين ضحاياها الذين يطاردونها وتوجه إليها وأمسك بها واصطحبها لغرفة التحقيقات وبمواجهتها ببلاغات المجني عليهم اعترفت تفصيليا بالحصول علي دفعات مالية منهم بغرض توظيفها وتحرر المحضر اللازم لها وبإحالتها إلي محمد النحاس رئيس نيابة ثان وثالث أمر بحبسها أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لها في الميعاد.