مازال الحزن يخيم علي محافظة الاسكندرية جراء حادث تصادم قطارين بمنطقة خورشيد والذي نجم عنه وفاة(49) مواطنا وإصابة(123) آخرين باصابات مختلفة يخضعون للعلاج في المستشفيات الجامعية ومستشفيات وزارة الصحة ومستشفي مصطفي كامل العسكري تحت إشراف أساتذة كلية الطب جامعة الإسكندرية والأطباء الاستشاريين والمتخصصين في كل التخصصات الطبية, وسمح الأطباء بخروج عدد كبير من المصابين بعد توقيع الكشف عليهم وتلقيهم العلاج وتأكد سلامتهم الصحية وتماثلهم للشفاء. وفي جولة لالأهرام المسائي بالمستشفي الجامعي للوقوف علي الحالة الصحية للمصابين كان اللقاء مع وليد أحمد طالب بالفرقة الرابعة بكلية التجارة جامعة دمنهور ومن سكان مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة الذي قال: قبل الوصول للاسكندرية توقف القطار فنظرت من النافذة ورأيت قطارا قادما في نفس اتجاه القطار الذي أستقله علي خط واحد وكأنه يحتضنه ولكني حاولت اقناع نفسي انها تهيؤات وفجأة سمعت صوتا مدويا ولم أدر بنفسي وإلا وانا ملقي علي الارض خارج القطار فأسرعت للبحث عن شقيقي بعربات القطار ولم اجده وبحثت عنه بين المتوفين خارج القطار حتي وجدته علي الجانب الآخر من الطريق وقوة الاصطدام القت به بعيدا عن القطار وعن اصابته يقول اسرع اخي باحضار توك توك وحملني فيه واحضرني الي المستشفي وعند توقيع الكشف عرفت اني اصبت بكسر اسفل العين وكدمات في الوجه وفي اجزاء مختلفة من جسدي. إرادة الله اما عبد المحسن عثمان احمد-43 سنه من سكان القاهرة ومصاب بكدمات في الرأس والظهر والذي اجري فيه عملية تركيب شرائح منذ عدة سنوات فيقول أنا عامل صدف منتجات خان الخليلي واتعامل مع التجار في المحافظات وكان لابد من تسليم الشغل لأحد التجار بالإسكندرية وكنت في العربه الرابعة... وتحرك القطار ولم يكن هناك أي مشكلات في سرعته او عند وقوفه بالمحطات وبعد خروجه من محطة دمنهور وقبل الوصول لمحطة سيدي جابر فوجئت بزيادة سرعته وفجأة سمعت صوت الانفجار ووجدت صاج السقف يتساقط علينا والزجاج يتطاير وعند استطلاع الامر وجدت نصف العربة الامامي وقد دمر بالكامل والركاب فوق بعضهم البعض ولا ادري بعد ذلك الا وانا في المستشفي واخضع للعلاج. حفل زفاف وللسيدة باتعة كامل من سكان الاسكندرية حكاية اخري لم تستطع سردها نظرا لاصابتها في الرأس بإصابة بالغة ادت الي عدم التركيز واحيانا النسيان التام فيرويها نجلها ويقول كنت انا وامي وابي وشقيقي وشقيقتي واطفالها في محافظة الاسماعيلية لحضور حفل زفاف إحد الاقارب وبعد انتهاء الحفل ركبنا كلنا القطار من التل الكبير نحو العاشرة صباحا وقبل الوصول لمحطة سيدي جابر سمعنا صوت قنبلة تنفجر وقبل استيعاب الامر فوجئنا بانقلاب العربة التي كنا نستقلها وكمية من الاتربة منعت الرؤية تماما وزجاج النوافذ يتطاير علينا من كل اتجاه. وعن حالة والدته يقول مصابة بتجمع دموي بمنطقة البطن وفاقدة للوعي تقريبا الي جانب كدمات بالوجه اسفل العين وانحاء الجسد... اما والدي فمصاب بكسر ضلع بالصدر وجرح في الوجه وكذلك شقيقتي وتم نقلهم الي مستشفي مصطفي كامل العسكري.... ابني تحت الكرسي وفي لقاء مع مني جمال فتقول: كنت انا وزوجي وابني يوسف خمس سنوات في زيارة عائلية وكنا في العربة الاخيرة بقطار بور سعيد وقبل الوصول وكنا نستعد للنزول توقف القطار حوالي ثلث الساعة وفجأة سمعت صوتا يشبه صوت القنبلة وانقلبت العربة علي جانبيها ووقع عدد من الركاب علي وحاول زوجي والاهالي إخراجي من النافذة واخذ يبحث عن ابننا حتي وجدته أسفل أحد الكراسي التي طارت في العربة من قوة الاصطدام. أول مرة أزور الإسكندرية أول زيارة لي للإسكندرية في حياتي... بهذه الكلمات بدأ احد المصابين حديثه رافضا ذكر اسمه ويقول....انا حاصل علي الدكتواره في العلوم وقررت مع زوجتي قضاء اسبوع في الاسكندرية بهدف الاصطياف وركبت انا واسرتي وكنا في العربة الثالثة من القطار الذي احتضن القطار الآخر وكأنه لقاء حميم لقد شاهدت العربات بالقطارين في حالة( معجنة) والجثث متناثرة في القطار وخارجه علي الارض... وكان ان اصبت بجروح بالوجه وكسر بالحوض والذراعين كما اصيبت زوجتي بشروخ وكسور أيضا أما أطفالي تم حجزهم بمستشفي مصطفي كامل العسكري واخبروني ان بهم اصابات طفيفة يصمت قليلا ويقول لقد شاهدت جثثا كثيرة لاطفال وهذا ما أحزنني اكثر من اصابتي ويصرختعامل فوري وفي لقاء مع الدكتور احمد عثمان عميد كلية الطب جامعة الاسكندرية يقول...لقد استقبلت المستشفيات الجامعية بالاسكندرية وهي المستشفي الرئيسي الجامعي... ومستشفي سموحة للطوارئ(83) حالة وهذا العدد يمثل ثلاثة ارباع عدد المصابين في الحادث.