ملكة قوية أم عاشقة ذات جمال فتان.. كيف يثير اسم كليوباترا آخر ملكة فرعونية حكمت مصر القديمة مزيجا من الغموض الذي يصل إلي حد الأساطير وعواطف جياشة لرومانسية انبعثت من عرش فرعوني في الإسكندرية عروس المتوسط عندما حكمتها أهم وآخر ملوكها وملكاتها؟ مسرحيات وأفلام سينمائية أثارت المزيد من الجدل حول تلك الملكة التي تقاسمت حياة دراماتيكية مع يوليوس قيصر وخليفته وقائد قواته مارك أنطوني, والتي ألهمت الأديب والمبدع وليم شكسبير أفضل مسرحياته وأكثرها إثارة, وصعدت بقطة هوليوود اليزابيث تايلور إلي ذروة الشهرة والمجد, ومازالت حياتها تثير فضول كبار الأدباء والمخرجين العالميين بالتنقيب عن الجديد في أي معرفة ومعلومات جديدة ذات أبعاد دراماتيكية جديدة. في كتاب للدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار, وعالم المصريات الفرنسي فرانك جودو الذي غاص في أعماق مياه المتوسط وارتاد كل المواقع الدفينة خلال مهمة استغرقت15 عاما لانتشال آخر آثار تلك الملكة الفرعونية الجميلة والشهيرة من عملات ذهبية, إلي تماثيل صخرية, وشكل ذلك, مع ما تزخر به متاحف العالم ومعابد مصر من تقديم تفصيلي للأيام المثيرة لكليوباترا قبل سقوطها وحكمها في أيدي الرومان. نعلم أن التاريخ والمؤرخين قدموا كثيرا عن حياة كليوباترا وشخصيتها المثيرة التي انتهت بنهاية أكثر إثارة, لكن كليوباترا: البحث عن آخر ملكات مصر الصادر عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة في طبعة باللغة الإنجليزية شاركت فيه بالصور مجلة ناشيونال جيوجرافيك الأمريكية المصورة بصور بديعة تنشر لأول مرة. ويرصد الخبير الفرنسي فرانك جودو أن رحلة البحث عن كليوباترا بدأت مع عزم المعهد الأوروبي للآثار الغارقة في1985 انتشال تلك الآثار المكنونة في أعماق المتوسط وعرضها للجماهير, وأنه تم تشكيل فريق من الغواصين والباحثين الأثريين في عام1992 مع بعض الدعم من الحكومة المصرية, وبدأ العمل في شواطئ خليج أبوقير, وبدأ أول خيط للبحث بانتشال تمثال من البرونز لأحد ملوك البطالمة, وذلك بعد انتشال تماثيل فرعونية وأدواتهم ومتعلقات لهم, وسط هتاف السكندريين لرمسيس ولكليوباترا, مشيرا إلي أن فريق البحث كان فخورا بمشاركة المصريين تراثهم الحضاري. وقال: إن بداية الطريق للوصول لكليوباترا جاءت بانتشال تماثيل تعود لحكمها, وعملات يحمل أحد وجهيها صورا للملكة الفرعونية عشيقة أهم أباطرة الرومان, مؤكدا أنه بعد الوصول لهذه الاكتشافات الجديدة التي أضافت الكثير عن كليوباترا مازال الفضول يسيطر عليه لمعرفة تفاصيل حياة جميلة فرعونية أثارت ومازالت تثير الجدل في مصر والعالم. أما زاهي حواس فقال: إن لغز كليوباترا حيره منذ أن كان طالبا في كلية الآداب جامعة الإسكندرية قسم آثار وعمره لا يتعدي16 عاما, وكانت مقبرتها محل استفهام ونقاش مع أساتذته الذين أجابوا بأنها قد تكون بالقرب من مقبرة عشيقها مارك أنطوني في أعماق المياه, وظل هذا الغموض يلهب فضوله حتي عام2004 حينما التقي خبيرة التاريخ الروماني واليوناني كاثليين مارتينيز التي فسرت لغزها ووصفت كليوباترا بأنها فيلسوفة وسياسية ماكرة, وأنها وعشيقها أنطوني دفنا معا في مقبرة تقع علي مسافة45 كيلومترا من الإسكندرية, وقد بحثت كاثليين كثيرا في معابد ومتاحف عالمية لتحليل الثروة المعمارية لكليوباترا, وقال: إن كلمات تلك الباحثة أشعلت الفضول في نفسه لإعادة البحث عن مقبرتها, ومن ثم ظهر هذا الكتاب لحل بعض ألغازها التي حيرت الكثيرين من فنانين وأدباء ومن مخرجين ونجمات إغراء. الكتاب يضم صورا رائعة مرافقة لفصوله التي بدأها حواس بالحديث عن آخر فرعون في عصر البطالمة. وتابع الخبير الفرنسي الفصل الثاني عن العالم السري لكليوباترا, مشيرا إلي أن المكان الذي دفنت فيه مثل معبد عالمي, وأنه من الصعب إقامة مقبرة مثله, وأتبعه جودو بفصل عن الاكتشافات الأثرية في أعماق مياه البحار والمحيطات, مدعما ذلك بصور تلك الاكتشافات وأبرزها وأشهرها.