جريمة مأساوية اهتزت لها مدينة منفلوط تقشعر لها الأبدان وتشيب لها الولدان حينما دفع شاب في العقد الثالث من العمر حياته دفاعا عن أمه وكانت الصدمة للجميع أن الجاني هو رب الأسرة والد المجني عليه حيث تجرد الأب من مشاعر الأبوة ونزع من قلبه الرحمة وأغلقت عيناه أمام توسلات نجله الذي لم يرتكب أي جرم سوي أنه كان يحاول تهدئة والده للدفاع عن أمه التي خرجت بدون أذن مسبق له ضاربة برغبته في عدم الذهاب للطبيب عرض الحائط لتنقذ طفلها الصغير المريض من الموت لتجسد تلك الواقعة مأساة حقيقية دفع خلالها الابن ثمنا غاليا لخلافات والديه الأسرية. فقد شهد الشارع الجديد بمدينة أسيوط هذه الجريمة البشعة التي بدأت أحداثها عندما احتدم الخلاف الأسري بين أب وعائلته في محاولة منه منع الأم من الذهاب للطبيب بطفلها الصغير وفور نزول الأب من البيت نزلت الأم مصطحبة ابنها لعيادة الطبيب وطلبت من ابنها الأكبر أن يلحق بها وبعد نزولهم من عند الطبيب استوقف الابن الأكبر توك توك لأمه وشقيقه ليحضر الأب ويحتدم الصراع في الشارع وبين شد وجذب قام الأب بإطلاق الرصاص علي ابنه الأكبر مهددا ليلقي مصرعه متأثرا بإصابته وتم التحفظ علي الجثة بمشرحة مستشفي منفلوط المركزي تحت تصرف النيابة حيث أمر المستشار محمد صلاح مدير نيابة منفلوط بالتصريح بدفن الجثة وانتداب الطب الشرعي مع سرعة ضبط الأب القاتل وتحريات المباحث حول الواقعة. تلقي اللواء عاطف قليعي مدير أمن أسيوط, إخطارا من العميد عمر الزناتي مأمور مركز شرطة منفلوط يفيد تلقيه إشارة من مستشفي منفلوط المركزي بوصول جثة فلاح في العقد الثاني من عمره جثة هامدة إثر إصابته بطلقات نارية وعلي الفور انتقل فريق من ضباط المباحث بإشراف اللواء أسعد الذكير مدير المباحث الجنائية وبرئاسة المقدم خالد شريت رئيس مباحث منفلوط وتبين لهم أن الجثة لشاب يدعي حمادة محمد عبدالرحيم22 سنة من قرية جمريس مركز منفلوط وأن القاتل هو والد المجني عليه وعمره50 سنة. وكشفت تحريات ضباط المباحث أن أسباب قيام محمد عبد الرحيم50 سنة, بإطلاق النار علي نجله حمادة,22 سنة في الشارع أمام المارة وجود خلافات أسرية بين الأب والأم, وأن الأب ويدعي محمد عبد الرحيم يرغب في الزواج من سيدة أخري, لذا هو دائم الخلاف مع زوجته والدة الشاب القتيل. وأوضحت التحريات أن الأب طعن زوجته عدة طعنات بسلاح أبيض منذ نحو3 أشهر ودخلت علي أثرها مستشفي أسيوط الجامعي, وحبست النيابة الأب15 يوما وخرج علي ذمة القضية التي أحيلت إلي محكمة منفلوط, وبعد تماثل الزوجة للشفاء خرجت من المستشفي للعيش في منزل أهلها وأضافت التحريات أن الابن القتيل كان يحاول خلال الفترة الماضية الصلح بين والديه, وفي يوم الحادث ذهبت الأم بنجلها الأصغر إلي الطبيب, ثم اتصلت بنجلها الأكبر حمادة وأخبرته أنها في حي السلام بمدينة منفلوط, فذهب إليها وتتبعه والده, وفي محيط عيادة الطبيب, تجددت المشادات بين الأبوين, وأقدم الأب علي ضرب زوجته, وأثناء محاولة الابن إبعاده, ومنعه من الوصول إلي والدته أطلق والده عليه الرصاص من مسدس محلي الصنع كان بحوزته فأرداه قتيلا, وحاول قتل زوجته عدة مرات لكن المسدس تعطل وتوقف عن اخراج الطلقات, فتعدي عليها بالضرب بظهر المسدس. وحين تجمع الأهالي وخرج الطبيب علي صوت الرصاص, فر الأب هاربا وقال أحد أهالي القرية إن الأب الجاني كان ينوي قتل زوجته من فترة وكان يراقبها, وحانت له الفرصة يوم الحادث, فأحضر المسدس رغبة في قتلها ونجح ضباط المباحث في ضبط الجاني وبحوزته السلاح المستخدم وحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق التي أصدرت حكمها السابق.