في حي المرج يختلف المشهد كثيرا فهناك تستطيع أن تري المخدرات وهي تباع علنا وان ترصد معاناة الاهالي من اعتداء البلطجية والأكثر من ذلك أن العديد من المحال الحيوية في الحي. خاصة الصيدليات تضطر لغلق أبوابها في ساعات مبكرة تجنبا لعمليات الاعتداء التي قد تطولهم. وخلال جولتنا في الحي, شاهدنا مبني قسم الشرطة المحترق وهو المبني الذي تم استبداله بمبني آخر بالقرب من مستشفي جراجة اليوم الواحد, ووفق رواية الأهالي فإن دور القسم تراجع تماما بعد الثورة وحتي الآن في توفير الأمن والأمان لمواطني الحي. بعدها بخطوات تحدثنا مع بائع فاكهة والذي أكد أن البلطجية الموجودين في الحي يقومون ببيع المواد المخدرة بشكل علني لمن يرغب في الشراء وتشمل الأقراص المخدرة ولفافات البانجو والحشيش, ويصل سعر المنشط الأحمر وهو أحد الأقراص المخدرة5 جنيهات أما لفافات البانجو والتي يطلق عليها لفظ ورقة ف كل ورقة وليها سعر. حالات الاعتداء بالسنج والسيوف تزايدت في الفترة الأخيرة بتلك المنطقة خاصة في الساعات المتأخرة من الليل والاعتداءات تكون اما علي المارة في الشوارع للاستيلاء علي ما معهم من أموال أو أجهزة التليفونات المحمولة وغيرها من متعلقات شخصية, وإما للاستيلاء علي السيارات سواء الخاصة أو الميكروباصات وفي بعض الأحيان يقومون بتهديد أصحاب تلك السيارات بالاستيلاء عليها في حالة عدم حصولهم علي مبلغ معين من المال. تكوين مجموعات البلطجة في حي المرج كما يروي بائع الفاكهة ليست أمرا صعبا هناك, فبمجرد أن تلتقي رغبات مجموعة من البلطجية أيا كان عددها يقومون بتكوين مجموعة وتقوم مجموعات البلطجية بممارسة نشاطها في ساعات متأخرة من الليل للحصول علي أكبر قدر من المكاسب, وفي الوقت نفسه لا يمكن أن يعتدي بلطجية من أبناء الحي علي جيرانهم بل من يفعل ذلك هم بلطجية من خارج الحي وأخطر الأوقات التي يمارسون فيها نشاطهم بدءا من الثالثة فجرا. منطقة الفلاحةهي المعقل الرئيسي لجميع عناصر البلطجة وبائعي المواد المخدرة والاقراص والمنشطة حتي أن جميع من تحدثنا معهم حذرونا من الذهاب إلي هناك لخطورة ذلك وهناك تمارس جميع الأعمار البلطجة بدءا من الاطفال أعمار4 و5سنوات وحتي النساء اللاتي يسهلن المهمة لغيرهن بطريقة حديثة حكي عنها صاحب محل دهانات ويقول انها انتشرت في المنطقة وتحديدا مع سائقي التاكسي حيث تركب احدي السيدات التاكسي وتطلب من السائق توصيلها لشارع جانبي وتعده بمبلغ يفوق ثمن التوصيلة وعندما يصل تنزل من التاكسي ليجد نفسه محاصرا من مجموعة من البلطجية وتحت تهديد السلاح ينفذ كل ما يطلب منه دون أي مقاومة أو يكون البلطجي ناصحا ويمضيه علي عقد بيع وشراء أما عن تعرضه هو تحديدا أو محله لأي سطو أو تهديد من البلطجية يقول في ود بيني وبينهم وعيب يقربولي فمن وجهة نظره علاقة الود مع بعضهم وتحديدا الفتوة( م.د) الذي يعد هو كبير بلطجية المنطقة الي جانب انه صاحب محل يبيع البويات بالتالي مكسبه قليل لان البلطجية يهددون المحلات المعروف عنها مكسبها الكبير ويجلس فيها فرد أو أثنين علي الأكثر مثل محلات الذهب أو الصيدليات اللي فيها أهم من الفلوس وهي الادوية المخدرة ويروي حادثة هجوم بعض البلطجية علي صاحب صيدلية بعد تهديده بأسلحة نارية معظمها مسروق من القسم وضربه حتي فقد وعية لموا كل شرايط البرشام والادوية اللي بيحتاجونها ومبلغا كبيرا وهذا الحادث تسبب في عدم وجود صيدلية مفتوحة طوال24 ساعة بل يتم اغلاق معظم الصيدليات الساعة12 لان احداث البلطجة تبدأ كلها بعد منتصف الليل عندما يخرج بلطجية الفلاحة. وأكد ان البلطجية استغلوا الاطفال لبيع المخدرات حيث يقوم الاطفال ب لف حزام برشام علي وسطه ليبدأ توزيعه علي من يرغب في الشراء ويقدر سعر الشريط الواحد ب25 او30 جنيها والقرص الواحد ب5 جنيها اما البانجو فيباع بالكيلو وحسب الطلب. ويقارن حال منطقة الفلاحة قبل الثورة وبعدها حيث كانت لا تخلو يوما من سيارات الشرطة والمخبرين لدرجة ان القسم كان يقوم بأكثر من دورية وفي كل مرة يقبض علي عدد كبير منهم اما الان لا وجود للشرطة مطلقا واذا ظهر احدهم ولو أمين شرطة يتم ضربه ويختم حديثه احنا بنحمي نفسنا مفيش حكومة هنا القسم مش عارف يأخذ وضعه زي الاول. ويحدد صيدلي بالمنطقة مبررات ازدياد عدد البلطجية بالمنطقة بسبب ما حدث للشرطة في جمعة الغضب عندما حرق القسم فكل اهالي المنطقة شاهدوا هروب الشرطة من أمامهم وخوفهم منهم وكان من المنطقي التخلص من الوجوه القديمة حتي يستعيد ضباط الشرطة هيبتهم من جديد. ويؤكد عدم تعرضه لأي اذي حيث انه اشاع في المنطقة امتلاكه لسلاح ناري مرخص حتي يخاف أي بلطجي من التعرض للصيدلية ويقول انه يتعرض أحيانا لبعض المضايقات منهم حيث يصرون علي شراء ترمادول ومشتقاته مثل الترادول التي جانب بعض ادوية السعال والمغص معتقدين انه يساعد علي تنشيط الجسم وازالة الآلام لذا يرفض صرف أي ادوية لمن تبدو عليه علامات الادمان والبلطجة واثناء الحديث دخل الصيدلية صبي لا يزيد عمره علي7 سنوات يطلب دواء برونكوفين ورفض الصيدلي اعطاءه الدواء وفسر تصرفه بأنه من الاطفال الذين يستخدمون ادوية الكحة للبلبعة.