قرية عرب مطير واحدة من أكثر قري مركز أبنوب بأسيوط فقرا, حيث يعيش أغلب سكانها تحت خط الفقر ووسط حالة الفقر والحزن والحرمان نشأ أبناء هذه القرية ومنذ نعومة أظفارهم خرجوا بحثا عن لقمة العيش لمساعدة أسرهم وذويهم ولكن يبدو أن القرية الفقيرة كانت علي موعد متجدد من الأحزان لتخرج عن بكرة أبيها لتشييع شهداء لقمة العيش ولكن علي غير العادة فالضحايا الآن ليسوا من الشباب وإنما أم خرجت تبحث عن مصدر لتطعم أطفالها الصغار بعد طلاقها والثانية فتاة في العقد الثاني من العمر خرجت تبحث عن دخل لتساعد والدها في نفقات البيت وتقوم بتجهيز نفسها علي أمل أن يأتيها فارس الأحلام وبالفعل وجدتا ضالتهما في العمل بمصنع خاص للمخللات ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حيث تلقي الأم والفتاة مصرعيهما خنقا داخل تنك المخلل لتترك الأم أطفالها للمجهول ويتم نقل فتاة ثالثة بين الحياة والموت كما تم نقل شاب رابع للمستشفي مصابا باختناق. تلقي اللواء عاطف قليعي مدير أمن أسيوط إخطارا من العميد هاني عويس مأمور مركز شرطة أبنوب يفيد بمصرع وإصابة أربعة أشخاص بينهم3 فتيات إثر سقوطهن في تنك للمخللات بأحد المصانع الخاصة بالمدينة الصناعية بعرب العوامر. ودلت تحريات المباحث التي أشرف عليها اللواء أسعد الذكير مدير المباحث الجنائية وشارك فيها المقدم عبدالمجيد مختار رئيس مباحث مركز أبنوب أن الجثتين لربة منزل تدعي غادة ح مطلقة وتعول3 أطفال أصغرهم رضيع وتسكن في عزبة الصعايدة التابعة لعرب مطير بينما الجثة الثانية لفتاة تدعي أمل عاطف18 سنة وأسرتها تعيش تحت خط الفقر وإصابة كل من دنيا15 سنة واحمد18 باختناق وتم نقلهما بين الحياة والموت للمستشفي. وأشارت تحريات المباحث إلي انه في أثناء قيام دنيا بتنظيف تنك للمخلل بناء علي أوامر ابن صاحب المصنع أصيبت بإعياء نتيجة الرائحة فأسرعت كل من أمل وغادة لإنقاذها وبعد إنقاذها أصيبتا باختناق مما أدي لمصرعهما. وقال عاطف حسن والد الفتاة أمل, وجدت ابنتي ضالتها في العمل بمصنع مخللات بالمنطقة الصناعية كعمالة يومية ولمدة11 ساعة يوميا مقابل20 جنيها تدفع منها نحو7 جنيهات مواصلات لتعود آخر اليوم منهكة القوي ورائحة لا تطاق وكنت أشفق عليها من التعب الشديد واستنشاق مثل هذه الغازات وكنت آمرها بعدم العودة ولكنها كانت ترفض مستشعرة المسئولية. ويضيف محمد حسني أحد الأهالي أما الضحية الثانية فهي ربة منزل وتعول3 من الأطفال الصغار بينهم رضيع وتدعي غادة سرحان من عزبة الصعايدة وكانت تعمل معها بنفس الأجر بحثا عن إطعام أطفالها بعد طلاقها وكانت تسكن مع والديها لتترك أطفالها بلا مأوي ولا عائل في مهب الريح.