رمضان شهر الصبر فالصوم يقوي عزيمة المسلم ويزيد من قدرته علي التحمل ويجعله صلبا قويا في مجابهة مشاكل الحياة وصعابها بروح إيجابية وهمة عالية ففي الصيام تحرم نفسك أيها المسلم طوعا من الطعام والشراب وسائر الشهوات طوال اليوم طيلة شهر كامل فتتربي بذلك علي الصبر وقوة التحمل, فالصوم سبيل إلي اكتساب خلق الصبر, لذلك وصف النبي صلي الله عليه وسلم شهر رمضان بشهر الصبر. فعن أبي هريرة رضي الله تعالي عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: صوم شهر الصبر, وثلاثة أيام من كل شهر, صوم الدهر كله أخرجه أحمد, وهو شامل لكل أنواع الصبر ففيه الصبر علي طاعة الله والصبر عن محارم الله والصبر علي آلام الجوع والعطش وكبت الغرائز والشهوات يقول ابن رجب رحمه الله: ومن أفضل أنواع الصبر: الصيام, فإنه يجمع الصبر علي الأنواع الثلاثة; لأنه صبر علي طاعة الله- عز وجل-, وصبر عن معاصي الله; لأن العبد يترك شهواته لله- عز وجل- ونفسه قد تنازعه إليها فرمضان يعلمنا الصبر ذلك الخلق العظيم الذي وصفه النبي صلي الله عليه وسلم بالضياء فقال: والصبر ضياء.. رواه مسلم, يقول النووي- رحمه الله-: وأما قوله- صلي الله عليه وسلم-: والصبر ضياء, فمعناه الصبر المحبوب في الشرع, وهو الصبر علي طاعة الله تعالي, والصبر عن معصيته, والصبر أيضا علي النائبات وأنواع المكاره في الدنيا, والمراد أن الصبر محمود ولا يزال صاحبه مستضيئا مهتديا مستمرا علي الصواب فالصبر من أعظم ما يعين المسلم علي الثبات علي الحق خاصة في هذا العصر عصر الفتن والمغريات وثوابه وأجره مضاعف فعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه أن النبي- صلي الله عليه وسلم: إن من ورائكم أيام الصبر, الصبر فيه مثل قبض علي الجمر, للعامل فيهم مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثله, قال: يا رسول الله أجر خمسين منهم, قال: أجر خمسين منكم رواه أبوداود,- أي من الصحابة- فما أحوجنا إلي الخروج من مدرسة رمضان وقد تربينا علي خلق الصبر فما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر فمن أعطي الصبر فقد أعطي الخير كله, يقول الله تعالي: إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب الزمر.10 من علماء الأوقاف