حالة من الغضب سيطرت علي عدد من الفنانين التشكيليين إثر عرض الحلقة ال14 من مسلسل ريح المدام حيث ظهر بطلا العمل أحمد فهمي واكرم حسني وهما يسخران من الفن التشكيلي من خلال تقديم دور فنانين تشكيليين تضمن لغة حوارهم سخرية واضحة من هذا الفن الرفيع, وعبر الفنانون التشكيليون عن غضبهم الشديد مؤكدين أن هذا المسلسل لا يشكل أي معيار للفن التشكيلي علي الاطلاق, وانه جزء من حملة شرسة مقصودة وموجهة لهدم الفنون الرفيعة. وقال الدكتور عادل عبد الرحمن عضو اللجنة الثقافية بلجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلي للثقافة, إن مشهد ومسلسل الاستهتار بقيمة الفن والفنان التشكيلي بل وزارة الثقافة بأكملها لا يزال سيد الموقف في الأفلام والدراما المصرية; وكأنها حملة شرسة مقصودة وموجهة لهدم هذه القيمة العظيمة في المجتمع, وهذا ليس بجديد, ولقد بلغ السيل الزبي في( الحلقة14) من مسلسل ريح المدام حيث لعب الفنانان اكرم حسني واحمد فهمي دور الفنان التشكيلي معبرين عن الفن التشكيلي بشكل عبثي من خلال حوار مطول ساذج ومشاهد مستفزة ومقززة, حيث قاما بإلقاء الأشياء الغريبة علي اللوحات الفنية وصلت إلي درجة تبول أحدهم علي العمل وتأكيد أن هذا هو الإبداع, كما أهتم أحد رواد المعرض المقام باقتناء لوحة بسعر خيالي; وهي تحتوي علي نقطة صغيرة في المنتصف ومسكوب عليها كوب شاي, كما سرقت إحدي التشكيليات لوحة فنان آخر لتحصل علي جائزة من وزارة الثقافة, وكلها مشاهد ليست لها علاقة بحرية الإبداع لكنها تصدر صورة ومفهوما للمشاهد المصري وغير المصري بأن هذه هي طبيعة الفن في مصر, وهي كارثة ثقافية بكل المعايير تحتاج إلي صحوة من وزارة الثقافة ونقابة الفنانين التشكيليين برفع قضايا علي هذه الكيانات التي تقدم الركيك والمبتذل والساذج والمقزز, وتتعمد قلب الصورة وتقديم معلومات مغلوطة تعصف بمفهوم الإبداع الحقيقي الذي تتسم به الفنون جميعها وعلي رأسها الفنون التشكيلية. وألقي الفنان التشكيلي الكبير أحمد شيحة اللوم علي حالة التردي الثقافي التي سادت المجتمع المصري الذي يحتاج إلي حالة تثقيفية ترفع من قدرتة علي معرفة الفن التشكيلي باعتبارة ثقافة متخصصة تحتاج إلي نسبة تعليم مرتفعة, وما يحدث من درجة تدني الوعي بالفن التشكيلي خاصة في المسلسلسلات دليل علي ان الحالة الثقافية بالمجتمع غير مكتملة, فنحن بحاجة إلي ثقافة متخصصة تنتج عنها ثقافات للفنون الرفيعة مثل الفن التشكيلي ووصولها إلي المتلقي, وعلي الفنان التشكيلي ان يساهم بقدر كبير في تقديم الندوات الثقافية ونفي التهم المغلوطة حولة وعلي المثقفين رفع درجة الوعي بالمجتمع, أما مسلسل ريح المدام لايشكل لنا أي معيار علي الاطلاق حول الفنون التشكيلية لأن معظم كتاب السيناريو يتخيليون ان الفنان التشكيلي ذو شعر اشعث وأنسان غير سوي وهذا عار من الصحة تماما.