شهر رمضان فرصة عظيمة لإصلاح القلوب وطهارة الصدور من أدران الكراهية والأحقاد والبغضاء والشحناء والحسد فلا عداوة ولا خصومة بل عفو وصفح وتسامح وتآلف وإخاء وتراحم فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: صوم شهر الصبر, وثلاثة أيام من كل شهر, يذهبن وحر الصدر رواه البزار, كما في مجمع الزوائد للهيثمي, فشهر الصبر يعني: شهر رمضان ووحر الصدر: هو ما يحصل في القلب من الكدورات والقسوة والحقد والغيظ فالصيام يصل بالمسلم إلي صفاء القلب ونقاء الصدر فيكون أهلا لنظر الله تعالي ورحمته فالله سبحانه وتعالي لا ينظر إلي الصور والأجساد بل ينظر إلي القلوب والأعمال فلا يظفر بنفحات الله ورحماته إلا الأصفياء السمحاء أصحاب القلوب السليمة وما رفع العلم بليلة القدر علي التعيين إلا بسبب خصومة وقعت بين رجلين تلك الخصومة التي تملأ القلب بالشحناء والبغضاء فيحرم الخير والنفحات الربانية فعن عبادة بن الصامت قال خرج النبي صلي الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فتلاحي رجلان من المسلمين فقال خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحي فلان وفلان فرفعت وعسي أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة رواه البخاري, فأقرب القلوب للفوز بليلة القدر وأجدرها بمغفرة الله أنقاها وأصفاها وأولي الناس بالعتق من النار أصحاب القلوب السليمة فالسباق إلي مرضاة الله في حقيقته هو سباق للقلوب والنجاة معلقة يوم القيامة بسلامة القلوب يقول الله تعالي يوم لا ينفع مال ولا بنون* إلا من أتي الله بقلب سليم الشعراء:89,88, فلا يصلح لسكني الجنة إلا من صفت قلوبهم وطهرت نفوسهم يقول الله عن صفة أهل الجنة ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا علي سرر متقابلين الحجر:47, فجاهد نفسك أيها المسلم للوصول لهذه المنزلة الرفيعة فسلامة الصدر وصفاء القلب علامة فضل وتشريف فعن عبد الله بن عمرو قال قيل لرسول الله صلي الله عليه وسلم: أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد روي ابن ماجة.