فشل محمد الشهير ب السندباد في استكمال تعليمه بسبب الظروف الاجتماعية المحيطة به وخرج مبكرا للحياة يبحث عن عمل شريف يكسب منه قوت يومه ووجده لدي أحد مقاولي البناء الذي منحه الفرصة لتعلم حرفة النجار المسلح التي أجادها بمرور السنين وحقق ذاته من خلالها وتدفق المال الحلال بين يديه ثم تحول للعمل نقاش بعد أن استشعر أهمية دخوله هذا المجال الحيوي الذي يحتاج للمهارة والدقة في إنجاز المهام الموكلة إليه وانتعش دخله وتزوج من الفتاة التي ظل يحلم بها وأنجب منها أولاده واستمرت حياته المعيشية هادئة ومستقرة يخرج للعمل صباحا ويعود ليلا سعيدا بالانجازات التي يحققها في عمله التنموي وفجأة تبدلت أحواله بعد أن نصحه بعض أصدقاء السوء بتعاطي المواد المخدرة لكي يقاوم الإجهاد الذي يتعرض له ووجد في الهيروين ملاذه حتي أدمنه بشراهة ولم يعد قادرا علي البعد عنه وبسببه ظل يقترض الأموال لشراء البودرة وتراكمت الديون عليه وبات مهددا بالسجن وبدون تفكير اتخذ قرارا بالاتجار في الهيروين لتوفير الحصة اليومية التي يحتاجها فضلا عن سداد الاحتياجات المالية الواجبة للآخرين نحوه وتواصل مع أحد المصادر السرية ذات الصلة بعصابات تهريب البودرة الدولية وطالبه بتوفير الكميات اللازمة من هذا المخدر لطرحه في الأسواق للتربح من ورائه وبالفعل حقق مطلبه المتعلق في تسهيل حصوله علي الهيروين الخام وبدأ يجري اتصالات بالعشرات من تجار الكيف الذين يطرحون هذه المادة السامة للشباب بالقطاعي وأقنعهم بالتعامل معه لقدرته علي منحهم البودرة بالكميات التي يريدونها وذاع صيته في زمن قصير في محيط المنطقة التي يسكنها وتعدي للمراكز والمدن داخل الإقليم الكل يقصده لشراء البودرة بأسعار أقل من مثيلاتها في أماكن أخري ونظرا لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة ضبطتهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية عقب مجهودات مضنية من البحث والتحري رصد تحركاته والإمساك به متلبسا وبحوزته كميات من الهيروين وسلاح محلي الصنع وذخيرة وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء عصام سعد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء إبراهيم سلامة مدير إدارة البحث الجنائي لفحص المعلومات الواردة إليهم بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يزاول من خلالها بيع المواد المخدرة ويتردد عليها تجار الكيف وكيفية وضع الخطط المناسبة لاستهدافهم وضبطهم. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد عربان رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد إبراهيم النجار مفتش المباحث الجنائية والمقدم محمد سليمان رئيس مباحث ثالث ومعاونيه النقباء محمد سكر ومحمد أشرف وعمر رجائي ومحمد خضر وأحمد هديد ودلت تحرياتهم أن المدعو محمد الشهير بلقب سندباد29 سنة نقاش- سبق اتهامه في قضايا خيانة أمانة وتعد علي موظف أثناء عمله واتجه للاتجار في المواد المخدرة بعد اندلاع ثورة25 يناير2011 التي واكبها الانفلات الأمني وتخصص في بيع الهيروين الخام للمدمنين من أولاد الذوات والذي يجلبه بواسطة مصادر سرية تنتمي لأصول بدوية وأضافت التحريات أن المتهم يتمتع بالذكاء الشديد والقدرة علي المناورة إذا حدثت أي تحركات غير عادية من حوله أثناء ممارسته عملية بيع البودرة لعملائه الأمر الذي ساعده علي عدم السقوط في قبضة الأجهزة الأمنية وأشارت التحريات إلي أن السندباد لم يراع حرمة شهر رمضان الكريم وراح يتواصل مع زبائنه ويحدد لهم المواعيد المناسبة لكي يوفر لهم الهيروين حسب الكميات التي يريدونها بالقطاعي أو الجملة أيهما علي حد سواء وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث اكمنة ثابتة ومتحركة بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين لاستهدافه وعندما وصلت إليهم معلومات عن وجوده في أحد الأوكار سارعوا إليه وقاموا بمحاصرته وإلقاء القبض عليه وبتفتيشه عثروا علي كميات من الهيروين وفرد خرطوش صناعة محلي وطلقات من ذات العيار وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه واقعة الضبط والتحريات اعترف بالاتجار في المواد المخدرة بقصد التربح منها ووجود السلاح معه للدفاع عن نفسه وبإحالته إلي مجدي عبد الشافي وكيل النيابة العامة باشر التحقيقات معه تحت إشراف محمد النحاس رئيس نيابة ثان وثالث أمر بحبسه4 أيام علي ذمة التحقيق.