حيلة جديدة ابتكرها مواطنو أسيوط لتقنين الزحف العمراني علي الأراضي الزراعية والتوغل داخلها وتحويلها إلي تجمعات سكنية تحت سمع وبصر مسئولي أسيوط وذلك من خلال انتشار ملاعب الكرة الخماسية المجهزة بالنجيل الصناعي بقري ومراكز المحافظة, حيث تحول الأمر إلي بيزنس كبير خصوصا مع دخول القطاع الخاص فيها بعدما باتت الدجاجةالتي تبيض ذهبا علي حد قولهم وأغلبها مقام علي أراض زراعية وهو ما يجعلها نواة للزحف العمراني والتعديات علي الأراضي الزراعية لفرض سياسة الأمر الواقع مع مرور الوقت. يقول أحمد عماد الدين- مهندس- حيل التحايل علي القانون لا تنتهي وفي تطور مستمر حيث بدأ أهالي أسيوط من أصحاب الأراضي الزراعية التي ليست لها قيمة خلال عمليات البيع مقارنة بأراضي المباني حيث إن الفدان الذي يحوي24 قيراطا يباع بقيمة400 ألف جنيه في حين أن قيراط المباني وصل في أسيوط إلي مبلغ ال400 ألف جنيه وهو ما دفع أصحاب هذه الأراضي الزراعية إلي البحث عن حيل جديدة للزحف العمراني علي أراضيهم لبيعها بملايين الجنيهات وهنا بدأ البعض منهم في استقطاع مساحة من هذه الأرض لإنشاء ملعب خماسي وعقب الانتهاء من الملعب يبدأ الزحف العمراني يتوغل إلي جانبه لتتحول في غضون أشهر معدودة إلي منطقة سكنية في مشهد هو الأغرب من نوعه. أضاف معتز المساري موظف- بأن البعض اتجه إلي مثل هذه المشروعات بهدف الربح لارتفاع قيمة تأجير الملعب في الساعة في الملاعب الخاصة والتي تتغير بحسب موقعها ويقبل عليها جميع طوائف المجتمع بما فيهم الحرفيون ففي قري منفلوط يتراوح الايجار في الساعة ما بين40 و60 جنيها بحسب الفترة الزمنية وبعضها يتم الحجز فيها بمدد تصل لنحو12 ساعة يوميا,أما في الملعب الحكومي فتصل لنحو30 جنيها مؤكدا أنها متنفس للشباب. وفي ساحل سليم قال خالد فياض موظف-: توجد عدة ملاعب خاصة قام أصحابها بتخفيض أسعارها لمنافسة الملاعب الحكومية خصوصا أنها توفر الكرة الخاصة باللعب في حين المراكز الحكومية بعضها لا يوجد بها كرات والآخر كوره متهالكة ولا تتوافر به كل الإمكانيات وبعضها يشترط علي اللاعبين إحضار كرة شخصية معهم لافتا إلي أن الحجز بات بالواسطة في عدد منها. يري سيد محمد- مزارع- أن الملاعب المفتوحة مثلها مثل أي سلعة عبارة عن عرض وطلب متوقعا انتشارها في الفترة المقبلة خصوصا أنها مربحة وغير مكلفة وإيرادها متجدد مقارنة بالزراعة المكلفة وذات الإيراد الموسمي لافتا إلي أنه بيزنس كبير للكبار. من ناحيته قال سيد زكريا- وكيل مديرية الشباب والرياضة بأسيوط:لا ننكر أن الملاعب الخاصة بدأت تنتشر بصورة كبيرة لأنها مربحة جدا..وأضاف هناك ملاعب وصل دخلها25 ألف جنيه شهريا بمدينة أسيوط,حيث تتراوح الساعة فيها من140 لنحو160 جنيها ليلا أما نهارا فتبدأ من100 لنحو120 جنيها ناهيك عن أنها غير مكلفة. وعن الملاعب الحكومية قال زكريا: يوجد نحو72 ملعبا خماسيا حكوميا حاليا مقامة علي أراضي مراكز الشباب ومنتشرة بالقري والمدن بالإضافة لنحو40 أخري يتم تسليمها للشركات لتنفيذها ولكن هناك بعض المشكلات البسيطة التي نواجهها بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار, وحققت نتيجة هائلة منذ نشأتها حيث يقوم الملعب الموجود بالمدينة بتوريد ألفي جنيه شهريا والقرية ألف جنيه لخزينة الوزارة والباقي يدخل في زيادة تمويل مراكز الشباب للقيام بالأنشطة المختلفة, أما الملاعب الخاصة فتبدأ بقيام المنتفع بالتقدم بطلب ترخيص ملعب وبعد الحصول علي الموافقة من الشباب والرياضة والتي بناء عليها- الحصول علي باقي الموافقات من الجهات الأخري- يقوم بإلحاقه بغرفتين صغيرتين كمبني إداري وحجرة خلع الملابس وبعد الانتهاء من الإجراءات نفاجأ بأن الغرفة صارت اثنتين ويبدأ في بناء طابق آخر.. وهكذا يتم التلاعب في التراخيص ليكون الملعب نواة لإنشاء تجمع سكني عشوائي واعتداء علي الأرض الزراعية وقد قمنا برفضها وحظرها من قبل لأنها صارت بابا خلفيا للبناء علي الأراضي الزراعية, مطالبا بوضع هذه الملاعب الخاصة تحت إشراف الشباب والرياضة فنيا أو إداريا أو حتي تعامل معاملة الأندية الأهلية لنعرف أهدافها ومن فيها لافتا إلي وجود خطة للوزارة لتعميم الملاعب المفتوحة في جميع مراكز الشباب. فيما أكد المهندس إبراهيم سرور وكيل وزارة الزراعة بأسيوط أنه يوجد نحو29 ملعبا تم حصرها حتي أكتوبر الماضي مقامة علي الأراضي الزراعية ودون ترخيص بإجمالي مساحة أرض وصلت لنحو7 أفدنة وقيراط و4 أسهم وتم اتخاذ الإجراءات المتبعة نحو إزالتها كما يتم في التعديات علي الأراضي الزراعية وهذا بخلاف الملاعب المقامة علي أراضي الري لأنها تختص بوزارة الري والمقامة داخل كردون المباني لأنها تخص المحليات. وأكد أحمد شوقي مدير وحدة حماية أراضي أملاك الدولة- أن ظاهرة الملاعب الخاصة هي ظاهرة صحية خصوصا في ظل الإهمال الموجود بمراكز الشباب وهي في تزايد وأوضح أن مدينة منفلوط وحدها يوجد بها نحو10 ملاعب منها3 بالمدينة وأغلبها داخل كردون المباني وتعمل علي جذب الشباب بدلا من المقاهي, وكذلك فتحت بيوت شباب كثيرين يعملون بها مضيفا أن مركز شباب منفلوط والمقام علي مساحة7 أفدنة غير مستغل وينتظر التطوير منذ سنوات حتي إن بعض الأهالي قام بالتعدي وأخذ حجرة لإقامته هو وأسرته داخلها لافتا إلي خطورة استغلال بعض المواطنين مثل هذه النشاطات والمشروعات الرياضية في وضع اليد وهو أمر لن نسمح به علي الإطلاق.