بدأت أمس جلسات ثاني أيام الحوار الوطني بحضور ضعيف من الشخصيات العامة والسياسية والاقتصادية ووسط هدوء كبير علي عكس ماشهده اليوم الأول من خلافات ومشادات. وأعلن شباب ائتلاف الثورة و6 أبريل مقاطعتهم النهائية للحوار, حيث وصفوه بأنه يقتصر علي من هم فوق الأربعين عاما دون إتاحة الفرصة للشباب للتعبير عن آرائهم وطرح أفكارهم. وأعلن اتحاد شباب الثورة في بيان أمس عن اعتراضه علي شكل ومضمون الحوار الوطني القائم. وقال الاتحاد إن انفراد اللجنة الاستشارية باعداد جلسات الحوار هو ماجعل من الحوار عملية ديكور فضلا عن فرض أجندة نقاش محددة علي المشاركين والمدعوين للحوار واستبعاد أهم القضايا الحيوية الملحة التي تمر بها البلاد في المرحلة الراهنة. وكانت جلسات الحوار الوطني قد بدأت أمس بخمس جلسات حول الديمقراطية وحقوق الانسان والثقافة وحوار الاديان والتنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والمالية ومستقبل مصر الثورة وعلاقتها بالعالم الخارجي. وفي جلسة الديمقراطية وحقوق الانسان التي شهدت المشادات الكلامية واعتراض الشباب علي عدم اتاحة الفرصة لهم للحوار حضر الدكتور عمرو حمزاوي والمستشارة تهاني الجبالي والدكتور عمرو الشوبكي والدكتور عمار علي حسن. وتناول الدكتور عبد العزيز حجازي والدكتور أحمد صقر عاشور ورقة عمل تحت عنوان إصلاح الادارة الحكومية. وحضر السفير محمد ابراهيم شاكر والسفير أمين شلبي جلسة السياسة الخارجية لمصر الثورة, والثورة ودور مصر الاقليمي والدولي, فيما ناقش السفير سيد قاسم المصري دور مصر والعالم العربي والاسلامي, وذلك خلال الجلسة الثانية من الحوار, كما تناول السفير ايهاب وهبة الرؤية المقترحة لعلاقات مصر المستقبلية مع العالم العربي. وشهدت مناقشات محور التنمية البشرية والاجتماعية حضور الدكتورة هبه حندوسة والدكتور نادر الفرجاني, والدكتور السيد ياسين, فيما تحدث الدكتور حسام العفيفي عن تحسين المنتج التعليمي لمواجهة مخاطر المستقبل ووضع السياة من خلال الاستثمار البشري وتحدث الدكتور عوض تاج الدين عن مجتمع الخدمات من صحة ومياه وصرف وكهرباء. وترأس مناقشات المحور الثالث وهو التنمية الاقتصادية والمالية الاعلامي يسري فودة وتحدث فيها الدكتور احمد جلال استاذ الاقتصاد. فيما تحدث الدكتور سلطان ابو علي في الجلسة الثانية من نفس المحور عن العبور الاقتصادي من الازمة الراهنة. وشارك في مناقشات المجتمع الحضاري من محور الثقافة وحوار الآديان التي ترأسها الدكتور اسماعيل سراج الدين والدكتور جابر عصفور كل من عزت العلايلي وبسمة, فيما تحدث الدكتور صفوت حجازي والدكتورة ليلي تكلا عن مصر والتعايش الديني في المستقبل. وفي غضون ذلك قال اللواء سامح سيف اليزل انه لابد من التركيز علي الأمن الداخلي والمشكلات التي تواجه الشارع المصري ودراسته جيدا ومعرفة الأبعاد والأنواع لوضع الحلول المناسبة ومدي قدرة جهاز الشرطة وكيفية تطويره حتي يتمكن من أداء دوره وأوضح أن هناك بعض المشكلات التي تواجه ملف الأمن القومي منها انتقاص هيبة الدولة والتعدي علي الشارع المصري بالبلطجة وبيع السلاح والمخدرات. وأكد أن جهاز الشرطة لن يعيد هيبته إلا بعد تطويره تطويرا جيدا, مطالبا بتجنيد أصحاب المؤهلات العليا في الشرطة اقتداء بالجيش لإتاحة وجود عناصر جيدة في جهاز الشرطة وهو ما يعني روحا جديدة داخل الجهاز فضلا عن التكنولوجيا الأمنية. ومن ناحيته أكد الدكتور جابر عصفور, وزير الثقافة السابق, أن الثقافة المصرية تعاني انتكاسة كما أن مكانتها تتراجع باستمرار مما يتطلب ضرورة تبني خطاب وطني يقوم علي الثقافة المدنية وعدم تكفير المجتهدين من أجل تغيير الوضع الثقافي الراهن والخروج من المأزق الذي نتج عن سنوات التراجع الفكري السابق. من جانبه أكد عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق أن محور علاقة مصر بالعالم الخارجي بعد الثورة من أهم المحاور الخارجية( الإقليمية والدولية), موضحا أن المحاور الإقليمية هي العالم العربي والشرق الأوسط وإفريقيا والبحر المتوسط( منطقة الجوار). أما من الناحية الدولية فأشار موسي إلي أن مصر كان لها دائما إسهام في الحركة الدولية في الفترة السابقة. وأضاف أن السياسة الخارجية حدث بها خلل مثلما حدث بالوضع الداخلي, موضحا أن هذا يتوقف علي الجدية في إدارة الأمور داخليا وخارجيا.