نشأ مدللا ولم يستطع والداه لجم هذا التدلل..فتركاه يغرد خارج السرب ورضخا لعدم مواصلته الدراسة منذ المرحلة الابتدائية. ويبدو أن تمرده ذلك كان أقوي من سيطرة والديه وأخوته الذين عانوا كثيرا في محاولة إصلاحه دون جدوي, أو ربما كان العكس من ذلك فلم يدركوا عاقبة هذا التدليل فتركوه لرفقاء السوء يربونه من جديد. أدمن الشاب الحشيش في سن مبكرة حتي استدان من أجل الإنفاق علي مزاجه وما أن حل موعد الجرعة اليومية المعتادة ووجد نفسه مفلسا ففكر في استغلال إقامة جدته بمفردها وقام بسرقتها مرتين ولم تفكر عائلته في تحرير محضر بالواقعة تجنبا لسوء العاقبة, ولم يكتف أحمد بما اقترفه من إثم في حق جدته بل فكر الشاب في معاودة سرقتها مرة ثالثة ولكنها شعرت به في منتصف الليل وحاولت الاستغاثة بالجيران إلا أنه قام بكتم أنفاسها حتي فارقت الحياة. كانت البداية بورود بلاغ لقسم شرطة حلوان من شرطة النجدة بشأن وجود سيدة متوفاة بعقار في دائرة القسم, وبالانتقال والفحص عثر علي جثة المدعوة زينب علي67 سنة ربة منزل مسجاة علي سرير غرفة النوم ولا توجد بها ثمة إصابات ظاهرية ويوجد زرقان بالوجه وانتفاخ بالبطن وآثار دماء من الأنف, وتبين سلامة جميع منافذ الشقة. تم إخطار اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة الذي أمر بتشكيل فريق بحث برئاسة اللواء هشام لطفي نائب مدير الإدارة والعقيد هشام قدري رئيس مباحث قطاع الجنوب لجمع التحريات وسرعة ضبط المتهم. وبسؤال ابنها محمد حسين47 سنة صاحب كافتيريا ومقيم بدائرة القسم اتهم نجل شقيقته المدعو أحمد رمضان18 سنة طالب ومقيم بالمعصرة بسبب سابقة قيامه بسرقتها مرتين بأسلوب المغافلة ولم يقم بالإبلاغ. تم وضع خطة بحث أشرف عليها المقدم وائل عرفان رئيس المباحث وكان من أهم بنودها إعادة مناقشة المبلغ تفصيليا عن ظروف وملابسات اكتشافه الواقعة وحصر وفحص خلافات وعلاقات المجني عليها لاستخلاص ما قد يرقي منها أن يكون دافعا لارتكاب الواقعة وإجراء التحريات بمنطقة الواقعة وصولا لشهود رؤية وحصر وفحص المترددين عليها للوصول إلي المشتبه بهم والاستعانة بالتقنيات الحديثة وتجنيد المصادر السرية للمد بالمعلومات وفي أثناء السير في إجراءات البحث أمكن التوصل إلي أن مرتكب الواقعة هو بالفعل حفيد المجني عليها. وعقب تقنين الإجراءات تم إعداد الأكمنة اللازمة بالأماكن التي يتردد عليها, والتي أسفر أحدها عن ضبطه وبمواجهته اعترف أمام العقيد حازم سعيد مفتش مباحث الفرقة بارتكاب الواقعة بقصد السرقة وأقر بأنه نظرا لمروره بضائقة مالية اختمرت في ذهنه فكرة سرقة المجني عليها لكونه يتردد عليها وتنفيذا لذلك انتظر لحين استغراقها في النوم ودخل إلي غرفتها وقام بالعبث بمحتويات الغرفة فاستشعرت وجوده فقام بكتم أنفاسها وخنقها بإيشارب حتي فارقت الحياة خشية فضح أمره وقام بالاستيلاء علي مشغولات ذهبية عبارة عن سلسلة ودلاية وكارت فيزا خاص بصرف معاش كرامة تابع لوزارة التضامن الاجتماعي. وتم بإرشاده ضبط المسروقات بمسكنه وكذا الايشارب المستخدم في ارتكاب الواقعة. وتم إخطار اللواء خالد عبد العال مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة الذي أمر بتحرير المحضر اللازم وإحالة المتهم إلي النيابة لمباشرة التحقيقات.