بات وجود الفنان محمد ثروت في الأعمال الفنية مثل ملح الطعام فلا تكتمل الحالة الكوميدية بدونه لينضم بذلك إلي قائمة نجوم الكوميديا الجدد الذين سيطروا علي أغلب الأعمال الفنية في السينما والتليفزيون. ورغم أن نجومية ثروت تأخرت لسنوات طويلة إلا أنه لم ييأس, وليحصل مؤخرا علي فرصته كاملة ويصبح وجوده في أي عمل فني أساسيا حيث استطاع أن يلفت نظر الجمهور بأدائه التمثيلي, ونبرة صوته في أكثر من عمل فني طرح مؤخرا كان أخرهم بنك الحظ الذي تصدر إيرادات موسم الربيع, وهو ما دفع الزعيم عادل إمام لأن يجعله يشارك في مسلسلاته علي مدار عامين, وفي هذا الحوار يتحدث محمد ثروت عن بداية مشواره الفني والصعاب التي واجهها وعدم معرفة الوسط الفني لوجهه بسبب ظهوره بشخصيات تحتاج إلي تنكر..وتفاصيل أخري في هذه السطور:- تشارك منذ سنوات في العديد من الأعمال الفنية إلا أنك لم تحصل علي فرصتك كاملة إلا مؤخرا فما السبب ؟ منذ عشر سنوات وأنا أقع في هذه المعاناة فالجمهور عرفني الآن ولكنني أمثل منذ17 عاما وآخر عشر سنوات كنت أظهر في أعمال لنجوم كبار ولكن متنكرا ففي كل عمل أقدم دوري بشكل مختلف عن مظهري الحقيقي فيسأل الجمهور من هذا وعلي سبيل المثال ظهرت في مسلسل تامر وشوقية في حلقتين بشخصية اللول حمادة حيث ارتديت باروكة ونظارة وسلاسل, ثم ظهرت في مسلسل الكبير قوي بشخصية محسن محسن ممتاز وكنت شبه متنكر أيضا باروكة وشارب وقد نجحت الشخصية بشكل كبير وسأل الجميع من هذا الممثل ؟, ثم يوم مالوش لازمة مع الفنان محمد هنيدي, ثم ظهرت في فيلم الحرب العالمية التالتة بشخصية متنكرة أيضا وهو أحمد عرابي, ثم جلست عام كامل في المنزل, وحينما كنت أذهب إلي كاستنج وأخبرهم بالشخصيات التي قدمتها ينبهرون بشكل كبير, خاصة أن البعض كان يظن أن الممثل الذي قدم شخصية أحمد عرابي غير الذي قدم محسن محسن ممتاز في الكبير قوي, وكان ما يسعدني أن الشخصيات أعجبت الجمهور, بينما احزن لان الجمهور لا يعرف أنني من أقدمها, إلي أن ظهرت في برنامج أشرف يقدمه أيمن وقدمت شخصيات لا تحتاج إلي تنكر من خلال هذا البرنامج الأسبوعي. ألم يضايقك ذلك خاصة أنك من جيل مسرحية قهوة سادة التي أصبح أغلب أبطالها نجوما ؟ أنا بالفعل من جيل قهوة سادة, وشرفت أن أكون واحدا منهم تحت قيادة المخرج خالد جلال, ولكن لا يحزنني تماما هذا الأمر لأن هذه الفرص من عند الله, وكل شيء بإذن الله, وربنا وقت ما يريد أن أشتهر تأتي الفرصة المناسبة لي, ولعل الدليل علي ذلك هو أنني سبق وقدمت في معهد فنون مسرحية ومعهد سينما لمدة عامين وفي كل مرة لا يتم قبولي, ثم تقدمت في أول سنة لمركز الإبداع الفني وتقدم معي نحو34 ألف شخص, واختار خالد جلال120 شخص, ثم أصبحوا35 شخصا فقط هم من قدموا قهوة سادة وكنت واحدا منهم, ورغم أنه كان معي في الدفعة محمد فراج, أمير صلاح الدين, محمد سلام, هشام إسماعيل, محمد فهيم, عمرو عبد العزيز, وجميعهم أصبحوا نجوما إلا أنني لم أتعجل النجومية يوما. شاركت في فيلم بنك الحظ الذي تربع علي عرش الإيرادات هل كنت تتوقع ذلك ؟ فيلم بنك الحظ كان بطولة جماعية لي ومحمد ممدوح وأكرم حسني, وكانت مغامرة كبيرة بالنسبة لنا, لذلك جلسنا لمدة شهر كامل يوميا علي السيناريو لندرس الشخصيات والعلاقات فيما بينهما حيث أقدم شخصية شاب صايع بينما أكرم من عائلة كبيرة ويصبح الرابط بيننا هو محمد ممدوح, والحقيقة أنني فوجئت بهذا النجاح الذي حققه العمل, ولكن إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا, خاصة أنه كان هناك اتفاقا ضمنيا لتقديم عمل مختلف, فهو حمل وكل شخص منا تحمل الجزء الخاص به. علي الرغم من نجاح فيلم بنك الحظ إلا أن فيلم المهزلة لم يحقق النجاح المطلوب لماذا ؟ اعتقد أن السبب وراء ذلك يرجع إلي أزمة دور العرض وعدد النسخ الموزعة, ولكن بعيدا عن ذلك في رأيي أن فيلم المهزلة كان تجربة جيدة, بقيادة المخرج شادي علي الذي قدم التجربة بشكل احترافي رغم أنها أول خطوة سينمائية له, كما أننا اجتمعنا قبل الفيلم واشتغلنا علي السيناريو, بالإضافة إلي رفضنا التطرق إلي مناطق لا يصلح فيها الضحك مثل السياسة والجنس والدين وهي مناطق أرفض دائما التطرق إليها في أعمالي لأن الضحك في هذه الأمور يسبب ضيق للجمهور ويخسرك أكثر مما يفيدك. كان من بين أفلامك في موسم الربيع فيلم التعويذة2 والذي شبهه البعض بأفلام المقاولات فما رأيك؟ الحقيقة أن هذا العمل انتهيت منه منذ عامين ويبدو أن المنتج قرر أن يحفظ العمل في العلب لحين أن يصبح المشاركون في العمل نجوما, خاصة أن هذا العمل كان قبل فيلم جحيم في الهند, وبمجرد أن شاهد بروموهات أفلامي الجديدة قرر طرح الفيلم, ورغم أنه الأقل فنيا بين الأفلام التي طرحت إلا أنه لا يشكل أي خطورة, كما أنك إذا نظرت إلي تاريخ نجومنا الكبار مثل عادل إمام وسمير غانم وسعيد صالح ستجدهم قدموا أفلام مثل هذه النوعية وحينما تشاهدها تسأل نفسك عملوها إزاي. كان من الملاحظ انك قدمت في أغلب أعمالك شخصية ثابتة وهي الفتي الشقي ألا تخشي من الوقوع في فخ التكرار؟ هذا راجع إلي نوعية الأدوار التي تعرض علي والحقيقة أنني الآن لست في مرحلة اختيار حتي انتقي الأدوار, ولذلك بما أن أغلب الأدوار التي تسند إلي إما صايع أو تاجر مخدرات أو ما إلي ذلك وبالتالي ستجد أن طريقة كلامي واحدة لأن أسلوبهم واحد مع اختلاف تون الصوت والشكل ولكن طريقة هذا النمط من الأشخاص, ومع ذلك ستجد أن شخصية زئرو في بنك الحظ مختلفة عن سمير في المهزلة رغم أنهما لنفس فئة الشخصيات, وهنا كان التحدي وهو كيف تؤدي نفس الشخصية بشكل مختلف, وسبق لي أن خرجت من هذا النوع من الشخصيات في مسلسل مأمون وشركاه مع الزعيم عادل إمام حيث جسدت دور محامي. هل تقديمك لأكثر من عمل سينمائي ناجح جعلك تفكر جديا في البطولة المطلقة ؟ الحقيقة أن فكرة البطولة المطلقة ظهرت بشكل قوي في السبعينيات والثمانينات فبات لدينا سينما النجم الواحد وأصبحت الأفلام تكتب للبطل ليظهر من الجلدة للجلدة وهذا يسبب ضغط زائد علي النجم لأنه سيظهر وكأنه يلعب شطرنج مع نفسه وبالتالي يعلم بالخطوة الذي سيأخذها جيدا, غير عندما يكون أمامك لاعب لا تعرف تفكيره ولا تتوقع خطوته المقبلة, كما أنه من عيوب البطولة المطلقة أيضا انه حينما ينجح الفيلم يكون النجم وعندما يفشل يكون النجم أيضا السبب, وبالتالي يصبح هو المسئول عن كل شيء, ولكن في البطولة الجماعية هناك أكثر من لاعب خط الدفاع يسلم خط الوسط ثم يتسلم الهجوم ويحرز الهدف وفي حالة الفوز الفريق كله هو المسئول عن هذا النجاح, ولذلك لا أسعي للبطولة المطلقة. هل معني ذلك أنك تري أن المستقبل للبطولة الجماعية ؟ اعتقد أن السينما موضة وفي كل فترة تتغير هذه الموضة ويحدث بها تعديلات, وأري أن الموضة القادمة هي أفلام البطولة الجماعية, حتي وإن نظرنا لها إنتاجيا فهي بالنسبة للمنتج أفضل وأقل تكلفة وبالتالي يستطيع بعد العرض أن يحقق مكسب, بينما الأمر مختلفا إذا أسند بطولة لنجم كبير يحصل علي مبلغ كبير ولا يستطيع بعد عرضه أن يحقق حتي المبلغ الذي دفعه, وهذا ما جعل هناك صعوبة في وجود فيلم يؤرخ لهذا الجيل لأنه سيكون مكلف بشكل مبالغ فيه. تتعاون مع الفنان رامز جلال للمرة الأولي من خلال فيلم رغدة متوحشة فماذا عن دورك ؟ نعم بالفعل فهو التعاون الأول لي معه وجلسنا أكثر من مرة للتحضير للشخصية واكتشفت أنه إنسان محترم وصاحب صاحبه, وهي تجربه جيدة, وأجسد في الفيلم دور صديق البطل الذي يحاول أن يسهل له مأموريات لكي يحصل علي قلب حبيبته. تردد أن السبب وراء تعاونك مع الزعيم في مأمون وشركاه جاء بعد أن شاهدك في فيلم نجله محمد جحيم في الهند فما حقيقة ذلك ؟ غير حقيقي لأن الاختيار كان من المخرج رامي إمام بعدما شاهد جحيم في الهند وحينما التقيت به عرفته بنفسي وبالأعمال التي قدمتها ففوجئت به يقول لي أنا عارفك من أيام مسرحية قهوة ساده وأعطاني مشهدين فقط وظننت أنه الدور كاملا وتركني أحفظهم ثم عاد إلي المكتب وطلب مني تأديتهم فجمعت كل عندي في المشهدين فقال لي الشخصية أبسط من ذلك, وأعدت أداء المشهدين مرة أخري وأعجب به, ففوجئت به يعطيني السيناريو به30 حلقة وسألني كم من الوقت يكفيك لتحفظ الدور قلت3 أيام فقال لي أمامك أسبوع وبمجرد أن ذهبت إلي المنزل وجد أن شخصيتي في المسلسل راضي عبد التواب المحامي موجودة في كل حلقة وكأنه دور بطولة, وكما وعدته بعد3 أيام كنت عنده بالمكتب وقد حفظت الدور, وبالتالي لم يختارني الزعيم, وقد انتشرت هذه الشائعة بشكل أكبر بعدما اعتذرت عن مسرحية أهلا رمضان بطولة محمد رمضان حيث كانت البروفات يوميا في المساء, وكنت في هذا الوقت أصور مسلسل لهفة حيث كنا متأخرين ونصور في نفس الموعد يوميا, وبالتالي لن استطيع أن أوفي بالتزامي معهم, وهنا خرجت شائعة تقول إن الزعيم أبلغني رسالة علي لسان محمد إمام بألا أعمل مع رمضان, ووجدت كل الناس تحدثني حول هذا الأمر وقلت لهم إذا حدث ذلك فيكون شرف كبير لي أن يهتم الزعيم بمشاركتي لرمضان من عدمها. تعاونت العام الماضي مع عادل إمام في مأمون وشركاه, وتشارك في رمضان المقبل بعفاريت عدلي علام حدثني عن كواليس التعاون مع الزعيم ؟ الحقيقة أنني اعتبر نفسي محظوظا لتتعاوني مع الزعيم وجه لوجه, وحينما كنت أصور مأمون وشركاه تخوفت خاصة أنني كنت أعلم أن هناك نجوم كبار يقفون أمامه ولا يستطيعون قول شيء, ومع ذلك قلت لنفسي أنا همثل وأعمل اللي علي انت وصلت لمرحلة الوحش يا تبقي قدها يا تروح, وبالفعل حينما وقفت أمامه في المشهد يقول جملة وأنا أقول4 جمل وهكذا فنظر إلي رامي إمام وقال له إنت جايبلنا عفريت, وبعد انتهاء المشهد قال لي أنت ممثل مسرح فقلت له نعم وحضرتك سبق وحضرت لي عرض قهوة ساده ولكن لن تتذكرني لأننا كنا35 فرد, وفي مرة أخري أمثل أمامه سرحت في وجهه وحينما سألني قلت له سرحت في وجهك ورأيت نجوم كثر مثل فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي وأفلام مثل المشبوه وغيرها فضحك. مثلما تشارك في السينما بأكثر من عمل تقدم في رمضان أكثر من مسلسل فماذا عنهم ؟ بالفعل أشارك في أكثر من مسلسل, ولكنني أحب السينما جدا لأنني اعتبرها مثل الكتاب مهما وضع في المكتبة فقيمته محفوظة وفي أي وقت تحتاج إليه ستجده, بينما التلفزيون مثل الجريدة قد تقرأها اليوم وتستمر معك لمدة يومين أو ثلاثة وتنتهي بعد ذلك, وبالنسبة للدراما أشارك في مسلسل الضايعين مع دنيا سمير غانم وهو التعاون الثالث معها, حيث أقدم شخصية مركبة تعاني من انفصام في الشخصية, وبالنسبة لمسلسل عفاريت عدلي علام أجسد دور شقيق زوجة عادل إمام وهو شخص شقي ويتعاطي مخدرات بينما عادل إمام العكس تماما مما يخرج منها مواقف كوميدية نتيجة هذا التناقض, وفي مسلسل سرايا حمدين مع الفنان سامح حسين أظهر متنكرا من خلال تجسيد شخصية رجل عجوز ولكنه متصابي ويعشق النساء فهو عجوز بروح الشباب. هل بعد مشاركتك في أكثر من عمل جعلك تضع شروطا حول مساحة الدور وترتيب الاسم وما إلي ذلك ؟ لا لم اشترط أي مساحة في الدور, لأن الدور الجيد يفرض نفسه في أي عمل, كما أن المخرجين الذين أعمل معهم حينما يجدون الممثل يمتلك طاقة أكبر من الدور يترك له المساحة في الارتجال.