إن المعاملة بالأسلوب الحسن في كل شيء هي من سمات المؤمنين في الإسلام, فقد كان صلي الله عليه وسلم دائم التبسم, حلو الحديث والمنطق, منطلق الوجه, يقابل أهله وأصحابه يوجه باسم واثق ولين ولنا فيه صلي الله عليه وسلم الأسوة الحسنة. فكان صلي الله عليه وسلم يعامل الجميع بالرفق واللين, ويوصي بذلك. يقول تعالي( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) التوبة(17) وقال تعالي( وعلي الله فليتوكل المؤمنون) المجادلة/10 وقال تعالي( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم) الحجرات/.01 وكان صلي الله عليه وسلم يقول: (تبسمك في وجه أخيك صدقة) وكان يقول صلي الله عليه وسلم:( رحم الله امرئ سمحا اذا باع سمحا إذا اشتري, سمحا إذا اقتضي سمحا إذا قضي) أي أنه يطلب السماحة في كل شيء في معاملة المؤمن لأخيه المؤمن. ومن ذلك أيضا معاملة الأهل حيث قال صلي الله عليه وسلم( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) فكان صلي الله عليه وسلم يعامل أزواجه وبناته وأهله أحسن معاملة لين الجانب, حلو الحديث, لا يقبح أبدا حتي مع الخدم والأطفال, بل كان يداعب الأطفال ويسأل عن لعبهم واهتماماتهم ويقبلهم سواء أكانوا أولاده وأحفاده أم أولاد صحابته كلهم. والمعاملة الحسنة تأسر النفوس. فالمعاملة الحسنة تلين جانب التعصب بين الطرفين وتوفق بينهما, فلو أخطأ إنسان في حق آخر ثم اعتذر له وأرضاه عادت المياه إلي مجاريها. ومن البداية وحتي في مجال الدعوة بين الرسول والكفار يقول تعالي( وجادلهم بالتي هي أحسن) ويقول صلي الله عليه وسلم( الرفق رأس الحكمة) السيوطي الجامع الصغر رقم(9454) ويقول صلي الله عليه وسلم( الرفق به الزيادة والبركة ومن يحرم الرفق يحرم الخير) رواه وأخرجه الطبراني الجامع الصغير للسيوطي(354). وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ما خير رسول الله صلي الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما).