الكل يسأل: متي يمكن اعتبار الثورة المصرية قد نجحت؟ ولكل منا اجابته, لكننا نظن ان الثورة ستنجح عندما يكون بيننا بشر بحجم وابداع واحترام حسن فهمي وعلي رضا ومحمود رضا, فمن خلال هؤلاء اصبح لدينا ابداع وابتكار وفن فريدة فهمي. كان حسن فهمي استاذا بكلية الهندسة, قسم هندسة الانتاج, وقرر ان يتحمل مسئولية دوره في النهضة, فلم يقتصر الامر علي دوره كمهندس ناجح, ولا في ابتكار نمط جديد من الاتصال بالطلاب, ولاتولي عمادة معهد السينما لفترة, وانما كان ابرز ادواره هو ا ن يتحمل النقد الاجتماعي الذي تعرض له, باعتباره والد ول امرأة في مصر تكتب في جواز سفرها: راقصة. انها فريدة فهمي, راقصة فرقة رضا المولودة في14 مايو1940, ونجمة فيلمي اجازة نص السنة وغرام في الكرنك( اخراج: علي رضا1967,62), والتي تقول انها بصحبة الفرقة, كانوا يكتبون تاريخ مصر بالحركات الاستعراضية, فمنذ تأسيس الفرقة عام1959, اختار اعضاؤها الانحياز للتراث المصري وتقديمه, وهو ماجعل الفرقة محل حب وتقدير الرئيس الراحل جمال عبدالناصر, الذي تسببت سياسته في ان تنال الفرقة الشهرة والتقدير, كما تسببت في انهيارها فيما بعد. وفريدة هي ارملة علي رضا, الذي كان بدوره اول رجل يكتب في خانة المهنة: راقص, وكان الي جانب ذلك مخرجا وموسيقيا وهو الذي اكتشف مثلا فؤاد عبدالمجيد ملحن الموشحات الشهير( عجبا لغزال وغيره) وقدمه في حفل رأس السنة1979, وهو الذي اكتشف الراحل عمر فتحي. وهو زوج فريدة, واخوه محمود رضا متزوج من نديدة اختها. باختصار كان علي هو كبير الفرقة والعائلة. وفريدة ممثلة, الي جانب كونها راقصة, وادت في اكثر من فيلم دون استعراضات, وان لم تكن تجربتها في التمثيل عريضة, حيث مثلت في ثمانية افلام فقط لاغير منها فتي احلامي, واسماعيل ياسين بوليس حربي. 24 عاما قضتها فريدة فهمي تلف العالم, وتدور داخل مصر لنقل تراثها من خلال فرقة رضا, ثم قررت عام1983 ان تعتزل وهي في عزها, وهو امر صعب علي اي فنان, لكنها كانت صارمة في تنفيذه, حتي انها كانت ترفض اداء الحركات علي سبيل التدريس في المحاضرات التي ظلت لازمان طويلة تلقيها في معاهد العالم( وان كانت ترقص وحدها في المنزل حتي الان, بحسب روايتها). وبمناسبة المحاضرات فإن فريدة حصلت علي ماجستير في الانثربولوجي من احدي الجامعات الامريكية عام1988, وهي لم تحصل علي الدرجة لتعمل بها, وانما لاشباع الجانب المثقف في فريدة فهمي التي عاشت بعد حصولها علي الماجستير بجوار زوجها حتي رحل عام1993, فلازمت والدتها عشر سنوات كاملة لاتخرج من المنزل الا نادرا, مكتفية بأداء الرقص الانفرادي ورسم اللوحات.