ظلت بدرية تنتظر حضور نجلها علي حتي ساعة متأخرة من الليل وانتابتها حالة من الحيرة والقلق عليه وتسارعت دقات قلبها خوفا علي ابنها الذي يعمل سائق توك توك لتدبير نفقات الأسرة خشية أن يكون قد أصابه مكروه وتزاحمت الهواجس علي رأسها مما جعلها تنخرط في حالة من البكاء والنحيب وكأن قلبها يحدثها بأنها لن تري فلذة كبدها الذي تحمل أعباء الأسرة كاملة. كان علي يشعر بأن النقود التي يرسلها والده علي فترات متباعدة لا تكفي متطلبات المعيشة لعائلته وأن والدته تعاني في تلبية احتياجات المنزل الضرورية فاقترح عليها العمل علي توك توك يمتلكه أحد أبناء القرية لتدبير نفقات الدراسة له وأخوته ومساعدتها بما يتقاضاه من أجر يومي وبالفعل نجح في إقناعها. لم تعرف الأم كيف مرت عليها ساعات الليل لكنها مع بزوغ أول شعاع من صباح اليوم التالي أسرعت إلي مركز شرطة جرجا للإبلاغ عن غياب نجلها وهناك أخبروها بعثور الأهالي علي جثة لشاب في العقد الثاني من عمره داخل أرض زراعية بالطريق الغربي بقرية بيت علام- المحاسنة فانتقل فريق البحث إلي موقع الحادث للمعاينة فأحست بأن قلبها يخرج من بين ضلوعها بعد أن شعرت بقلب الأم أن الشاب القتيل هو علي ابنها. كان اللواء مصطفي مقبل مساعد وزير الداخلية مدير امن سوهاج قد تلقي بلاغا من مأمور مركز شرطة جرجا يفيد بعثور الأهالي علي جثة بناحية قرية المحاسنة دائرة مركز جرجا. انتقل علي الفور الرائد عزت سليمان معاون المباحث والعقيد احمد الراوي رئيس فرع البحث للجنوب بإشراف العميد خالد الشاذلي مدير إدارة البحث لمكان البلاغ وبالفحص تبين أن الجثة لشاب في العقد الثاني من العمر داخل أرض زراعية بالطريق الغربي بيت علام/ المحاسنة وبمناظرتها تبين وجود آثار دماء بالرأس والأذنين والأنف وملفوف حول رقبته شال. وأثناء المعاينة حضرت بدرية33 سنة ربة منزل وقررت أن الجثة ابنها علي17 سنة طالب وأضافت أن ابنها يعمل علي توك توك وأشارت التحريات إلي انه تم العثور علي التوك توك ملقاة داخل ترعة بقرية تم نقل الجثة لمشرحة المستشفي المركزي وباشرت النيابة التحقيق بإشراف المستشار احمد حلمي المحامي العام لنيابات جنوبسوهاج.