هل جاء الوقت الذي ستتخلص فيه محافظة أسوان من غول المياه الجوفيه الذي بات يهدد المنشآت الخلصة والحكومية والمباني السكنية, خاصة في مدينة أسوان ؟ سؤال وضعه العديد من المحافظين السابقين أمام الحكومة قبل أن تحل علينا كوارث تهدد أرواح الآبرياء,حتي استجابت الجهات العلمية وعادت لتجري أبحاثها من جديد حول أسباب هذه الكارثة. وأمس كانت مدينة أسوان علي موعد مع الخطوة الأولي في مشوار إسدال الستار علي ارتفاع منسوب المياه خلال ورشة العمل التي اقيمت تحت عنوان تخفيض منسوب المياه الجوفية بالمدينة العاصمة, وهي الورشة التي نظمتها آكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بحضور كل من الدكتور أشرف الشيحي وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق واللواء مجدي حجازي محافظ أسوان والدكتور أحمد غلاب رئيس جامعة أسوان والدكتورحاتم عودة رئيس معهد البحوث الفلكية والدكتور علاء عطا عميد كلية الهندسة بجامعة الزقازيق والدكتور صلاح بيومي نائب رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي والمهندسة إريني إستيمالك الاستشارية الهندسية بأحد المكاتب الألمانية المتخصصة, بالإضافة إلي لفيف من الخبراء والاستشارين.. وفيما أعرب محافظ أسوان عن أماله العريضة في تحقيق حلم التخلص من المياه الجوفية, أكد أن التدخل السريع من الدكتور أشرف الشيحي وزير التعليم العالي السابق واستجابته لطلب المحافظة من خلال تكليف أكاديمية البحث العلمي لدراسة الظاهرة وعرضها علي المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء قد أدي لرعاية توقيع بروتوكول التعاون بين المحافظة والأكاديمية واستعراض المشروع البحثي المعد بمشاركة الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي ومحافظة أسوان وبدعم علمي من كليتي الهندسة بجامعتي الزقازيقوأسوان. وأشاد حجازي بدور المحافظة في إطلاق مبادرة مشروع خفض المياه بمشاركة6 جهات تمثل المراكز البحثية والعلمية والجامعات والجهات التنفيذية, مما أثمر عن إنهاء المرحلة الأولي للدراسات الخاصة بالأسباب الرئيسية والحلول العملية لمواجهة مشكلة إرتفاع المناسيب. وكشف محافظ أسوان عن الإنتهاء من المرحلة الثانية للدراسات والتأكد من مدي صلاحية المياه للزراعة والشرب, أكد أنه سيتم دراسة كيفية الإستفادة منها لري18 ألف فدان في وادي الأمل و35 ألف فدان في وادي النقرة, بالإضافة إلي270 ألف فدان بوادي غرب كوم أمبو, وهي الأراضي التي تحتاج إلي مقننات مائية دائمة ومستقرة لإقامة مجتمعات عمرانية جديدة. ومن جانبه أشار الدكتور أشرف الشيحي إلي أن استغلال الدراسات العلمية في إيجاد الحلول المناسبة لخفض مناسيب المياه الجوفية بأسوان قد أعاد المفهوم الصحيح للبحث العلمي لدي المواطن ودوره في حل المشاكل وتحسين الظروف المعيشية, موضحا بأن مبادرة محافظ أسوان لحل مشكلة المياه الجوفية قد ساهمت في تكوين فريق عمل متكامل من المختصين علي مدار ثلاثة شهور. وفي الوقت الذي شهدت فعاليات ورشة العمل استعراض محاور الدراسة العلمية الخاصة بتخفيض منسوب المياه بمدينة أسوان, أوضح الدكتور صلاح بيومي نائب رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بأن المحاور شملت الجهات المشاركة في الدراسة والعمل الميداني للباحثين الذي أستهدف المناطق المتضررة وتداعيات المشكلة ومنها وجود مياه سطحية بمناسيب مرتفعة مع توقف آبار إنتاج المياه, بجانب توقف آبار المياه التابعة لشركة كيما ووجود تسرب من الأحواض السمكية ومصارف الري غير المبطنة, فضلا عن وجود تسرب أخر من شبكات مياه الشرب والصرف الصحي.