أكد الدكتور سعد الدين هلالي, أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر, أن مواجهة الفكر الإرهابي المتطرف مسئولية الشعب في المقام الأول والأخير باعتباره هو السيد الذي منح الصلاحية لكل المؤسسات التي تعمل لخدمته والمسئول الأول عن ذلك مثلما فعل في30 يونيو وقام بحل مشكلاته بنفسه. جاء ذلك خلال الندوة التي عقدتها جامعة القاهرة بحضور الدكتور جابر نصار والدكتور ثروت الخرباوي الباحث في شئون الجماعات الدينية تحت عنوان تفكيك الفكر الإرهابي المتطرف مسئولية شعب. وقال هلالي: إن الخطاب الديني المنحرف أغرق الأمة في العبادات وهمش ما يتعلق بالعمل وكل ما يعمر الحياة والاستخلاف في الأرض بعد أن اختصر للأسف أساتذة الشريعة مقاصد الأديان في الحفاظ علي العقل والنفس والعرض والمال والدين مؤكدا أن الدين بريء من الصراعات البشرية. وفند الدكتور سعد الدين هلالي مزاعم الجماعات الدينية التي تتخذ منه ستارا لتحقيق مكاسب مادية أو سياسية بدعوي نصرة شرع الله أو إعادة الخلافة التي سقطت في1924 م وهي ليست إسلامية بل كانت عثمانية وهي التي أعلنت سقوطها علاوة علي أن أبو بكر وعمر بن الخطاب وغيرهما من الخلفاء لم يمثلوا الدين الإسلامي وإنما كل واحد منهم يمثل نفسه فقط. وأشار إلي أن التنظيمات الطائفية التي تخالف سنن الله في كونه تدخل من باب الشريعة التي هي اجتهاد فقهي يتغير من وقت لآخر لتعطي لنفسها قدسية حتي لا يستهتر الناس بهم ويصدقوهم لدرجة أنهم يصدرون كل فتوي باسم الشرع كما جاء في فتاوي حرمة الصور ومخالفتها في الانتخابات ووصفهم للتلفاز بأنه مفسد وهم يمتلكون قنوات فضائية كما تظهر حيلهم في شيطنة كل فكر صادر من غير المسلمين وتقديم الهدي النبوي علي أنه دستور والدستور قابل للتغيير بخلاف السنة ووأد التجديد وتمكين الوصاية بسيف الإجماع. وأوضح هلالي أن هناك نوعين من الإرهاب أحدهما المتطرف والآخر الإرهاب العادل الذي يوضح الحقيقة ويسلط الضوء علي الفاسدين لقوله تعالي: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة إلي قوله تعالي: ترهبون به عدو الله وعدوكم وهو ما يمكن لأي عقل أن يصل إليه. وأشار الهلالي إلي أن الفكر الإرهابي يهمش الاستخلاف في الأرض التي جاءت مهمة خلق الإنسان من أجلها ولتحقيق ذلك كان احتكار الدين أذي يخالف هذا الفكر ومن ثم الإكراه علي حقوق الله التي هي مبناها علي المسامحة ويتساهلون في حقوق العباد, مشيرا إلي خطورة تطور الفكر الإرهابي إلي مرحلة الحركة حيث تدمر سنة الله في الكون. وطالب بضرورة تنوير الناس والحرص والانتباه لأنه ليس منا من قاتل علي عصبية أو مات علي عصبية واستنكر من تواجد أجنحة سرية لهذه التنظيمات في الاحتفالات الوطنية مهمتها التفاوض مع السياسيين رغم نص الدستور2014 علي منع التنظيمات الدينية.