أقيم, مساء أمس السبت, حفل افتتاح رائع وحاشد للدورة الثالثة والعشرين من مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط علي أنغام رقصة الفلامنكو الإسبانية الشهيرة وفي مسرح إسبانيول العريق بالمدينة المغربية الشمالية. بدأ الحفل, الذي حضره الدكتور أحمد عواض, رئيس صندوق التنمية الثقافية, بكلمتين لرئيس المهرجان أحمد الحسني ومديره نور الدين بن إدريس, وشهد تكريم النجم المصري خالد الصاوي, الذي قوبل بحفاوة كبيرة, والموسيقار المغربي الكبير عبد الوهاب الدوكالي والفنانة المغربية سعدية لاديب. وإلي جانب دروع التكريم والأفلام القصيرة عن المسيرة, استحدثت إدارة المهرجان تقليدا جديدا وحميدا بأن يصاحب كل مكرم أحد النقاد أو الأصدقاء لتلاوة شهادة مختصرة عنه علي خشبة المسرح. وتم تقديم أعضاء لجان التحكيم بدءا بلجنة الفيلم الروائي الطويل التي تم تصعيد المخرج اليوناني بانوس كركانفاتوس لرئاستها بعد اعتذار المخرج المصري يسري نصر الله لإصابته بانزلاق غضروفي, وتضم في عضويتها الممثلة الإسبانية كريستينا بلاساس, والناقدة الإيطالية كريستيانا بتيرنو, والناقد الفرنسي فرانسيس بوردا, والممثلة الإيفوارية كادي توري, والإعلامية المغربية فاطمة لوكيلي. وتلتها لجنة الوثائقي التي يرأسها السينمائي الفرنسي توماس باور, إلي جانب الناقدة السينمائية الإيطالية باتريسيا بيستاكنازي والمخرجة الإسبانية فاطمة لوثاردو, والباحثة السينمائية البلجيكية أنيك جيزيلينكس, والناقد السينمائي المغربي محمد شويكة. ثم صعد علي خشبة المسرح أعضاء لجنة النقاد, التي تمنح جائزة الناقد المغربي الراحل مصطفي المسناوي, ويرأسها الناقد والباحث السينمائي المغربي حمادي كيروم, بعضوية كل من الناقدة السينمائية الجزائرية رابحة آشيت, والناقدة والإعلامية اللبنانية هدي إبراهيم, وكاتب هذه السطور الناقد السينمائي المصري أسامة عبد الفتاح. واستمتع المئات ممن حضروا الحفل, الذي قدمه بالعربية حورية بوطيب وبالفرنسية باسكال تورون, بفاصلين من موسيقي رقصة الفلامنكو الإسبانية الشهيرة من عزف ألبرتو لوبيز بمصاحبة أربعة مغنيين وراقصين, ثم شاهدوا فيلم الافتتاح المصري الماء والخضرة والوجه الحسن ليسري نصر الله. وتنطلق اليوم فعاليات المهرجان ومن أهمها بحث قضية في غاية الأهمية تتعلق بشكل مباشر بهوية المهرجان المتوسطية وبقضايا المتوسط الحساسة وأهمها الهجرة غير الشرعية, وذلك من خلال ندوة موسعة تقام علي مدي يومي الخميس والجمعة المقبلين تحت عنوان الحدود في السينما المتوسطية. يشارك في الندوة نقاد سينمائيون وباحثون جادون منهم الناقد الفرنسي فرانسوا جوست, والروائي والباحث اللبناني رشيد الضعيف, والكاتبة والروائية الفلسطينية ليانة بدر, والباحث الفرنسي جان كليدر, والكاتبة والإعلامية الإيطالية بياتريس فيورينتينو. ويبحث المشاركون مجموعة من المحاور, من بينها الحدود والهجرة السرية, وصورة المهاجر في السينما الأوربية, من خلال نماذج إسبانية وفرنسية وإيطالية, وقضية الحدود والنزاعات, وموضوع الحدود في السينما الفلسطينية. وتهدف الندوة إلي الاقتراب من موضوعة الحدود وتجارب اختراقها, كما تبدو من خلال عين الكاميرا المتوسطية, وإلي أن تضيء بشكل مغاير ظاهرتي الحدود والهجرة خلال التعبيرات السينمائية. كما يعالج الباحثون موضوع الحدود التي قد تنشأ بين الأشكال التعبيرية, بين السينما والأدب, والفيلم الوثائقي والفيلم الروائي مثلا. ففي الوقت الذي يشيد الناس جدرانا من كل الأصناف للاحتماء خلفها درءا لأخطار وهمية, تفلح التعبيرات الفنية في العثور علي منافذ ونقاط التقاء وتقاطع, وفي النهوض بالتبادلات الغنية.